صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : البسوا من ثيابكم البيض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم .. رواه أحمد فهي ليست خير الثياب لكنها من خير الثياب.
ويدل على ذلك ما في الصحيحن عن البراء بن عازب رضي الله عنه ـ قال : رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حلة حمراء ما رأيت شيئا أحسن منه.
وثبت أنه صلى الله عليه وسلم ـ دخل مكة يوم الفتح الأعظم وعليه عمامة سوداء كما في صحيح مسلم وغيره, كما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم عقد الألوية والرايات السود, فمن ذلك ما رواه أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن العاص وعنده راية سوداء.
وفي مسند الشاميين كان لرسول صلى الله عليه وسلم لواء أسود .
وهكذا كان الخلفاء الرشدون والصحابة رضوان الله عليهم يستخدمون الألوان كلها في لباسهم وراياتهم وألويتهم..
وأما كسوة الكعبة بالسواد فلم يكن من قِبَل الشرع, لأنها كانت تكسى بكل الألوان قبل الإسلام وبعده, فقد ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح والأزرقي في أخبار مكة: أن الكعبة كانت تكسى بالأبيض والأسود والأخضر والأصفر.. إلى أن جاء الناصر العباسي فكساها ديباجا أخضر ثم كساها ديباجا أسود، فاستمر إلى الآن.. والله أعلم.