هل عمر النايف راحت عليه ؟؟

thumb
حجم الخط

منذ 26 شباط فبراير من العام الجاري وهو يوم اغتيال المناضل الفدائي عمر النايف داخل سفارة فلسطين في بلغاريا , وقصة النايف في بدايتها أخذت الزخم الجماهيري والاعلامي ثم بدأت تخفت امام كم الاهوال التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ثم فجأة ظهرت القضية اعلامياً بعد اربعة شهور من اغتياله , حيث قررت السلطات البلغارية تسليم الجثمان وقررت العائلة المكلومة وزوجته دفن الجثمان في بلغاريا كما يقولون في الجمعة الاولى من رمضان.

لماذا الان وافقت الحكومة البلغارية على تسليم الجثمان..؟ هل لأن الجثمان بعد اربعة شهور تكون كافة الادلة والبراهين قد تم طمسها ولا يصلح الجثمان لعمل أي شيء أو بحث جنائي عليه؟

منذ البداية وقضية اغتيال عمر النايف بها اشياء غامضة منذ رفع الحراسة البلغارية عن السفارة الفلسطينية وغياب كل من كان في السفارة , في يوم الاغتيال وتشكيل لجان التحقيق , واعادة تشكيلها ثانية وهكذا كثير من المماطلات والحكايات والضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية على  الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين , حتى يقال ان وقف مستحقات الجبهة الشعبية من منظمة التحرير كان أحد اسبابها ما قامت به الجبهة الشعبية من اتهامات لوزارة الخارجية الفلسطينية بالتقصير في عملية اغتيال النايف.

ها هي اربعة شهور تمر وسوف يوارى جثمان النايف الثرى في بلغاريا وليس في فلسطين خوفاً من ان تقوم قوات الاحتلال الصهيوني باحتجاز الجثمان وبدء عملية ابتزاز جديد ةعلى العائلة , حتى ان سلطتنا العتيدة التي تسمى نفسها دولة فلسطين لا تسطيع ان تحضر جثمان احد رعاياها من خارج الدولة لدفنه في حدود وارض وطنه التي افنى عمره في الدفاع عن هذا الوطن.

المهم اربعة شهور مضت وضاعت  الادلة وضاعت البراهين وضاع دم المناضل عمر النايف بين دهاليز السياسة والبروتوكولات التي لا طعم لها ولا رائحة.

لا احد في حكوماتنا الفلسطينية المتلاحقة يهتم بأحياء هذا الشعب فهل تريدون منهم ان يهتموا بأمواتهم!!

عمر النايف الذي سجن وهرب من السجن وخرج خارج الوطن ورضى بالعيش في الشتات بعيداً عن وطنه ثم يتم اغتياله أمام كل العالم ولا احد يتابع , عائلته فقط التي تحملت كل شيئ آلام اغتيال ومرارة القتل وعدم الحيلة بالانتقام , وزوجته المكلومة وكل هذا الالم وفي النهاية لا شيئ.

آه لو كان هذا الرجل اسرائيلياً وقتل في بلد اجنبي , لتحول العالم كله من امريكا الى بنغلاديش , لكانت آلاف البرقيات وملايين الاستنكارات واتهامات سامية واللاسامية وابتزاز مالي وتعويض بالملايين ان لم يكن بالمليارات كما يحاول الامريكان الان التعويض على من قتل في احداث 11 سبتمبر لبقيت الحكومة الاسرائيلية في انعقاد دائم ولما سمحت لأحد بلمس جثمانه إلا بعد وصول طاقم من حكومتهم ليتولى التحقيق وجمع الأدلة حتى لو كان في اعتى الدول , ولكن نحن نتحمس ونتشجع اسبوع او اسبوعان وبعد ذلك تعود المياه الى مجاريها وكأن شيئاً لم يكن.

حتى وزارة خارجية فلسطين لم يكن لها أي تعليق حول دفن جثمان هذا المناضل.

رحمك الله يا عمر واسكنك فسيح جناته وألهم أهلك وذويك وشعبك الصبر والسلوان وحسن العزاء وعظم الله أجركم يا شعب فلسطين.