عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الخميس، مشاورات وصفتها وسائل إعلام إسرائيلية بأنها 'مشاورات سياسية – إعلامية'، على ضوء انعقاد مؤتمر وزراء خارجية 30 دولة في باريس غدا، الجمعة، للبحث في الجمود الحاصل في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، ومحاولة الاتفاق على موعد لعقد مؤتمر دولي حتى نهاية العام الجاري لتحريك 'عملية السلام'.
ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، فقد تقرر خلال المشاورات، التي شارك فيها مسؤولون إسرائيليون من وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي وهيئة الإعلام الوطنية، القيام بمحاولة ممارسة ضغوط على عدة دول مشاركة في مؤتمر باريس غدا، من أجل التأكد من عدم اتخاذ وزراء الخارجية قرارات هامة، مثل وضع جدول زمني لمفاوضات مستقبلية بين إسرائيل والفلسطينيين وعدم القيام بخطوات مثل دعم من جانب مجلس الأمن الدولي لتحريك 'عملية السلام'.
وتقرر خلال المشاورات أن توضح إسرائيل عبر قنوات دبلوماسية وعلنية إنها تفضل دفع 'المبادرة الإقليمية' التي يطرحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على المبادرة الفرنسية. ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة 'هآرتس' عن موظف حكومي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن إسرائيل تعتقد أن احتمالات نجاح مبادرة السيسي أكبر بأضعاف من احتمالات نجاح المبادرة الفرنسية.
وعقد مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد، مؤتمرا صحفيا في أعقاب المشاورات، شبّه خلاله المبادرة الفرنسية باتفاقية سايكس – بيكو، واعتبر أن المبادرة الفرنسية ستفشل.
وقال غولد إنه 'قبل 100 عام حاول السيدان مارك سايكس وفرانسوا بيكو إملاء نظام جديد في الشرق الأوسط. وكان هذا في ذروة الاستعمار في منطقتنا. وقد فشل هذا وسيفشل اليوم أيضا. والطريق الوحيدة لصنع السلام هي بواسطة مفاوضات مباشرة ومن دون شروط مسبقة وبدعم دول عربية وليس من خلال مؤتمرات في باريس... وإذا كان لديك صراع مع جار لا ينبغي السفر إلى فرنسا وإحضار السنغال من أجل حله'.
وسيشارك في مؤتمر باريس غدا وزراء خارجية كل من: فرنسا، الولايات المتحدة، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، الصين، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة، إيطاليا، اسبانيا، النرويج، سويسرا، اليابان، مصر، الأردن، المغرب، السعودية، تركيا، كندا، إندونيسيا، السنغال، الهند، جنوب أفريقيا، بولندا، جامعة الدول العربية.
وفي إطار تهرب إسرائيل من المبادرة الفرنسية، التي رفضها نتنياهو بشكل رسمي، قال غولد 'إننا نؤمن بأنه توجد لدى الدول العربية القدرة على التأثير على الفلسطينيين من أجل إجراء مفاوضات جدية ومباشرة ولذلك نفضل أن تؤثر الدول العربية عليهم بدلا من أن يفكروا في إنشاء بديل للحوار المباشر بيننا وبين جيراننا'.
واعتبر غولد أن 'مؤتمرات دولية من النوع الذي سيعقد في باريس تمنح الفلسطينيين طريقا للهروب من المفاوضات معنا. لقد شهدنا مثل هذا الأمر. وعلينا أن نعيدهم للجلوس وجها لوجه مع الدبلوماسيين الإسرائيليين. هذا ما نتطلع إليه. ونحن لا نتهرب من المفاوضات معهم، وإنما هم الذين يهربون من المفاوضات معنا. والفرنسيون يعترفون بقوة الإجماع الدولي، وإذا قال المجتمع الدولي بصورة واضحة إن الغاية هي مفاوضات مباشرة وليس شارعا التفافيا، فإن ثمة احتمال لأن يحدث هذا'.
وكان السيسي ألقى خطابا في 18 أيار/مايو الفائت، واعتبر أنه يطرح مبادرة. لكن 'مبادرة السيسي' تتجاهل واقع الصراع والاحتلال وسجن ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي قطاع غزة خصوصا، ونهب أراضي الضفة وإقامة المستوطنات وتوسيعها، وقمع حرية العبادة لدى الفلسطينيين وسرقة مواردهم. بدلا من كل هذا، تقوم 'مبادرة السيسي' على 'دعم جهود السلام'، وراح يمجد اتفاقية السلام المنفردة التي عقدتها مصر مع إسرائيل وزعم أن 'اتفاقية السلام كتبت في تاريخ المنطقة صفحة مضيئة للسلام بين الشعوب'.
واعتبر السيسي أن 'علينا أن نخلق أملًاً للفلسطينيين والأمان للإسرائيليين' وكان أحدا يهدد أمن إسرائيل، وتجاهل التهديد الذي تمارسه إسرائيل على الوجود الفلسطيني.