مؤتمر باريس.. علاقات عامة

e2683e78ab34dd904677085b88a69dfa
حجم الخط

تمخض الجبل فولد فأراً.. هذه المقولة تنطبق تمامً على ما حدث في باريس أمس , هذا المؤتمر الذي ملأ أخباره الصحف والفضائيات والمواقع الالكترونية لأكثر من شهرين متتاليين , سفر وزير خارجية فرنسا الى اسرائيل والى فلسطين ورئيس الوزراء الفرنسي أيضاً ومماحكة أمريكية فرنسية حول جدول أعمال وزير الخارجية الأمريكية جون كيري, وحشد وزاري أوروبي أمريكي يفوق الوصف واجتماع لمدة يوم واحد في عاصمة النور والعطور , وفي النهاية أقل من فأر, توصيات وبكاء على فرص ضاعت سابقاً , وتحذير من ان مشروع الدولتين في طريقه للزوال , ونحن في فلسطين ماذا نفعل؟؟ لا شيئ يذكر , لا أحد في العالم يأخذ رأينا مع اننا نحن المعنيون في الأمر.

ابو مازن وقيادته في رام الله مع المؤتمر ,والفصائل الفلسطينية بيسارها ويمينها ترفض المؤتمر وما يتمخض عنه وكانه لعنة و اسرائيل تقول ان السلام والتقدم في العملية السلمية لا يأتي من خلال المؤتمرات بل يأتي من خلال المفاوضات المباشرة, وكأن السلطة الفلسطينية طوال عشرين سنة مضت كانت تلعب طرنيب مع الجانب الاسرائيلي ولم تكن تفاوضة بل وصلت اسرائيل بتبجحها لأكثر من ذلك حيث قالت ان فشل مؤتمر باريس جاء نتاجاً للتنسيق الأمريكي الاسرائيلي ولم نسمع لحتى الأن تعليق من الجانب الفلسطيني حتي يفهم هذا الشعب المغلوب على أمره هل هذا المؤتمر الذي طبلتم له شهور رعدة نجح أم فشل واذا نجح فقولوا لنا كيف واذا فشل فقولوا لنا لماذا؟

أما العرب فليس لهم ناقة ولا جمل , بل انهم ساهموا وبطريقة غير مباشرة بفشل هذا المؤتمر, وإلا لماذا هذا التقارب الاسرائيلي العربي المحموم قبل انعقاد مؤتمر باريس ولماذا ظهرت قصة المبادرة العربية التي رفضتها اسرائيل قلباً وقالباً ؟

لماذا ظهرت فجأة على سطح المبادرات الهادفة الى عودة المباحثات أو المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ..؟ ظهرت كي تعطي الجانب الاسرائيلي والامريكي العذر كي يقولوا للأوروبيين هل انتم حريصون على مصالح الفلسطينيين اكثر من اخوانهم العرب؟

العرب لا يريدون مؤتمرات ليس فيها امريكا أو صناعة أمريكية , العرب لا يريدون لأحد ان يتدخل في قضية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي إلا أمريكا , أيها الاوروبيون ها انتم قد عملتم ما عليكم ولا احد مهتم بما تقومون به , فقط امريكا تستطيع ان تفعل ما تريد, أنتم عاطفيون لا تنظرون الى الفلسطينيين كقضية سياسية وطنية بل انظروا اليهم كقضية انسانية , ارسلوا لهم مساعدات وضعوا لهم في ميزانية سلطتهم حفنة من الدولارات , وخففوا تبعات الاحتلال عن الاسرائيليين ونحن أي الامريكان والاسرائيليين سوف نذكركم وسوف ندعوكم الى أي حفلة توقيع اتفاقيات حديدة بحيث تحملوا عنا عبئ التمويل فقط , هذا هو منطق أمريكا واسرائيل.

لقد اصبح مؤتمر باريس وخلال يوم واحد فقط في طي النسيان لا أحد يتحدث عنه , فقط كان علاقات عامة للأوروبيين حيث انهم لم يجتمعوا مع بعضهم البعض من مدة.

ورحم الله باريس ومؤتمرها وانتظروا ايها الفلسطينيون وأيها العرب مبادرة جديدة كي تضيع سنة أو بضعة سنين من حياتكم وأنتم تنتظرون حلول السلام المزعوم.