غالبا مايكون الاعتذار هو أسلوب النبلاء للإقرار بالخطأ وتطييب الخاطر وإزالة الإساءة، ولكن هذا بين الأفراد والأصدقاء والأقارب والزملاء، ويكون الأمر متعلقا بإساءة أو سوء فهم، أما أن تكون جريمة فى حق شعب ومؤامرة تحاك فى ظروف فاصلة لتشويه ثورة شعب وحراك أمة، فهذا هو العبث الذى فعلته صحيفة «الجارديان» البريطانية، باعتذارها عن التقارير التى تمت فبركتها من قبل الصحفى جوزيف مايتون، مراسلها فى القاهرة منذ عام 2009 حتى 2016 مدعية أن الجريدة تتعامل معه بنظام القطعة. وكأنها بهذا الاعتذار قد غسلت أيديها من تشويه سمعة مصر وبث معلومات وأكاذيب مغلوطة بقصد إجهاض حراك الشعب المصرى والإساءة العمدية التى جعلت من الصحيفة منبرا للكراهية والتحريض وناطقة باسم الثورة المضادة، ولكننا بكل المقاييس المهنية أمام فضيحة وسقطة من أهم وأكبر الصحف البريطانية، والتى كنا نعتبرها من الصحف العالمية الكبري.
أن تفقد صحيفة «الجارديان» الكثير من سمعتها حول العالم أو تجرى تحقيقا داخليا، أو تبعث بمراسلها المدعى الكاذب إلى سان فرانسيسكو، الذى نشرت له صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تحقيقا عن ظاهرة أطفال الشوارع فى مصر، وتنعته الجارديان بالخائن للثقة لنشره تصريحات مزورة، وتغطية أحداث لم يشهدها، واختلاق مصادر ليس لها وجود، كل هذا لا يغسل أيدى الصحيفة من تشويه سمعة مصر أمام دول العالم وتكدير أمنها وإرهاب شعبها، وهذا بالضرورة يستوجب على الحكومة المصرية باللجوء إلى القضاء العالمى سواء فى بريطانيا أو خارجها للمطالبة بتعويضات تتفق وحجم الضرر الذى أصابنا من الكذب والافتراء الذى حتما يفوق قدرات الصحيفة، وعندما نعلم أن دولة قطر صاحبة النصيب الأعلى فى أسهم الصحيفة، فحتما الأمر يتجاوز فبركة صحفي.
عن الاهرام