غرف الخليل تستقبل وفداً من وزارة خارجية سنغافورة

التقاط
حجم الخط

 استقبل مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل ومديرها العام، وفداً من وزارة الخارجية السنغافورية ضم نخبة من كبار المسؤولين في الوزارة تقدمهم مدير التعاون التقني "ميشيل لي"، ومساعده "سيان شو"، والمستشار السياسي "فرانسيس جوه"، وعدد آخر من طاقم الوزارة، إضافة إلى مدير إدارة الشؤون الاقتصادية في وزارة الخارجة الفلسطينية رنا ابو صبيعة، وذلك بهدف الاطلاع على الوضع الاقتصادي للخليل وأهم صناعاتها ومنتجاتها وصادراتها والتحديات التي يواجهها الاقتصاد المحلي.

وقد رحب نائب رئيس غرفة الخليل عبد الحليم شاور التميمي بالوفد الضيف، وقدم لهم نبذة ديموغرافية وسياسية عن الخليل، حيث يصل عدد سكانها إلى 800 ألف نسمة وفيها 4 جامعات كبيرة تخرج نحو 5000 خريج سنوياً، وثلاث مستشفيات رئيسية، معرجاً على المعاناة الكبيرة لأهل الخليل جراء تقسيمها إلى مناطق H1 وH2، وسيطرة الاحتلال على البلدة القديمة التي تقع في مركز المدينة، إضافة إلى سيطرته الفعلية على كافة مناطقC من أراضي الضفة الغربية حيث تشكل 60% من مساحة الضفة الغربية. كما تطرق إلى القطاعات الصناعية ال 13 التي تحتضنها محافظة الخليل.

بدوره قدم مدير عام الغرفة التجارية المهندس جواد السيد شرحاً عن الوضع الاقتصادي للخليل، موضحاً أنها تشكل 37% من الصادرات الفلسطينية، وما يزيد عن 40% من الناتج المحلي الإجمالي، وما لا يقل عن 45% من القدر الانتاجية للقطاع الصناعي الفلسطيني.

وعرج المهندس جواد السيد على بعض الملفات الاقتصادية، أبرزها أهمية التدريب المهني والتقني في فلسطين وأهميته في تطوير الاقتصاد الفلسطيني من خلال رفد السوق المحلي بالأيدي العاملة ذات الكفاءة والخبرة، وهذا ما تسعى إليه غرفة الخليل من خلال دائرة التدريب المهني، والتعاون والتكامل مع مختلف مراكز التدريب المهني.

وفي معرض رده على استفسار الوفد السنغافوري بهذا الخصوص، فيما يتعلق بالتحديات التي يواجهها قطاع التدريب المهني في فلسطين، أجاب المهندس جواد السيد أن التشتت في إدارة التدريب المهني على المستوى الوطني وعدم تكامل الجهود في مختلف المؤسسات ذات العلاقة يعتبر أحد أهم التحديات، مشيراً إلى أهمية وجود دور قيادي للقطاع الخاص في هذا المجال بما يضمن تلبية احتياجات سوق العمل ورفده بالكوادر المؤهلة، مؤكداً على الدور التنظيمي للقطاع العام ومركزية القرار فيما يتعلق باستراتيجيات هذا القطاع وتناغم دور الدول المانحة لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتمكينه من دعم الاقتصاد الوطني.

على صعيد متصل، تحدث المهندس جواد السيد عن الدوائر المستحدثة والمبادرات الاستراتيجية في الغرفة التجارية وعلى رأسها حاضنة الأعمال التي تعتبر الحاضنة الأولى على مستوى الغرف التجارية الفلسطينية،

حيث تستهدف الأفكار الريادية والإبداعية لاحتضانها وتحويلها إلى مشاريع وشركات على أرض الواقع، إضافة إلى الدور الذي تلعبه الحاضنة في تسهيل دمج الشركات الناشئة في السوق المحلي والدولي.

كما أشار المهندس السيد إلى حاجة الخليل الماسة لمنطقة صناعية نموذجية تحتوي على بنية تحتية مؤهلة لاحتضان أكبر تجمع صناعي في فلسطين، مضيفاً أن غرفة الخليل حصلت على موافقة مبدئية لإقامة منطقة صناعية على مساحة 1589 دونم في مناطق C، وتعمل الغرفة التجارية بالتعاون مع المؤسسات المعنية وذات العلاقة على تحويل تلك المنطقة إلى منطقة B، داعياً إلى تضافر جهود الدول المانحة للضغط على الجانب الإسرائيلي لتسريع تحويلها إلى مناطق B.

وأكد المهندس السيد للوفد السنغافوري على أهمية الاستفادة من تجربة بلادهم التي استطاعت نقل سنغافورة إلى واحدة من أكثر الدول نمواً في العالم حيث يبلغ دخل الفرد من الناتج المحلي الاجمالي 50,000 دولار سنوياً، آملاً أن يتم الاستفادة من ذلك في التنمية الاقتصادية في مختلف المجالات ونقل الخبرات في مجالات الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص لتنفيذ مشاريع البنية التحتية، وتقديم الخدمات للمواطنين حيث تزخر التجربة السنغافورية بنماذج ناجحة في هذا المجال.

كما نوه المهندس السيد إلى الزيارة الأخيرة لوزيرة الاقتصاد الوطني عبير عوده برفقة وفد من القطاع الخاص الفلسطيني ضم رؤساء الغرف التجارية الصناعية الفلسطينية ورؤساء الاتحادات التخصصية لسنغافورة، للاطلاع على تجربة هذا البلد والاستفادة منها في تطوير الاقتصاد الوطني.

بدوره شكر مدير التعاون التقني في الخارجية السنغافورية "ميتشل لي" غرفة الخليل على حفاوة الاستقبال، مؤكداً ان هذه الزيارة استكشافية من اجل التعاون المستقبلي في مجال التدريب والتعاون الاقتصادي، مشيراً إلى الاستعداد لاستقبال وفود من فلسطين لتحقيق هذه الأهداف.

أما ابو صبيعة مدير إدارة الشؤون الاقتصادية في وزارة الخارجية الفلسطينية فقد شكرت غرفة الخليل على المعلومات القيمة التي قدمتها خلال هذه الزيارة وترتيب الزيارات الميدانية التي قاموا بها.

وفي نهاية اللقاء تجول الوفد في المعرض الدائم للصناعات الوطنية في مقر الغرفة التجارية وزيارة ميدانية إلى شركة الشرباتي للحجر والرخام رافقهم فيها مدير عام الغرفة المهندس جواد السيد وطاقم العلاقات العامة والإعلام اسماعيل الشريف ونعمان السيوري، حيث أبدوا إعجابهم بمستوى الصناعة الفلسطينية التي تتميز بها الخليل متأملين بالبدء الفعلي باستيراد بعض منتجاتها إلى بلادهم بعد تعميم الفكرة على الجهات المعنية في سنغافورة.