تعرض "أل بي سي آي" تقريراً ضمن نشرة الأخبار المسائية تتحدّث فيه عن "مفاجآت" في الجزء الثامن من "باب الحارة" خلال رمضان (تأليف سليمان عبدالعزيز وإخراج ناجي طعمة).
مسلسلٌ اخترنا لنقده عنواناً في رمضان الفائت: "باب الحارة مات وإكرام الميت دفنه"، لكن ثمة دائماً اصراراً على نبش عظامه وإحيائها من تحت التراب كونه المسلسل الذي اعتاد في الماضي أن يبيض ذهباً.
السنة في "باب الحارة" (تعرضه "أم بي سي" أيضاً) سيقف أبو عصام (عباس النوري) في وجه ذكورية ولديه قائلاً: "الحرمة لو كانت إمكن رح تمشي كلمتها وعليي"، قاصداً بـ"الحرمة" المرأة، مع اتخاذ العمل منحى ضوئياً بإخراجها من القفص والإبقاء عليها بالضرورة ضلع الرجل.
للمرة الأولى إذاً، تلفح رياح التغيير المرأة صاحبة مقولة "بأمرك ابن عمي" فقط لا غير، فتطلّ سلاف فواخرجي في هذا الجزء بدور جوري، مناضلة متعلّمة تُحرّك الراكد وتُخربط السائد وتُخرج النساء من القمقم، فيُسمع للمرة الأولى مفهوم عجائبيّ غريب يُدعى حقوق الإنسان، وقد تنتفض نساء عصام (ميلاد يوسف) الثلاث عليه، ليأمرهن بالعودة إلى المنزل، فيخرجن عن طاعته. لكنّ ذلك لا يمنعه من الإعجاب الفوري بكلّ جميلة يصادفها، كيف بجوري الوجه الجديد المتحرر الآتي إلى الحارة بخطاب مُستغرَب، مفاجئ، يستدعي الضجيج والاعتراض والحركة؟ قلب عصام الصغير لن يتحمّل على الأرجح.
من "مفاجآت" الحارة، الإعلان الصريح والمباشر عن ظاهرة التطرّف الديني والدعوة إلى مناهضته. فيواجه أنصار "العلمانية" دعاة التشدّد وأصوات الفتن والموت، ويعلو شعار يكرر أنّ الوطن لا يموت وإن مات جميع مَن حوله.
إنها العناصر المُنتظر أن تنفض المسلسل وتنتشله من سُباته. سنتابع مدى قدرتها على ذلك، بعدما بات مؤكداً أنّ "باب الحارة" فقد منذ زمن زخمه.