وُلِد كلوديو أوليفيرا ذو الجنسية البرازيلية برأس مقلوبة وأرجل مشوهة، وبعد ولادته أخبر الأطباء أمه أن تتركه يموت لكنها رفضت هذه النصيحة وتركته ليحيا حياته بشكل شبه طبيعي. والعجيب في الأمر أن كلوديو قد أصدر كتاباً يحكي عن تجربته هذه بين طياته.
وقد واجه كلوديو تحديات كبيرة في حياته لأنه دائماً ما يرى الحياة بشكل معكوس بسبب وجود رأسه في ظهره عكس جميع البشر. وبسبب إصراره العجيب، تعلّم كلوديو الكتابة بالقلم وحتى استخدام فأرة الكمبيوتر والهاتف عن طريق فمه فقط. بل وزاد إصراره بأن أصبه متحدثاً محفزاً يحكي تجاربه أمام الجمهور لتحفيزهم على مجابهة الحياة.
ويقول كلوديو أنه عندما كان طفلاً كان دائماً ما يُشغل نفسه وما كان يحب الاعتماد دائماً على الآخرين، وقال بأنه يعمل في الحسابات ويقوم بعمل أبحاث وتقديم استشارات لعملائه، ويضيف أنه قد تعلّم كيف يستخدم هاتفه النقال وكيف يشغّل التلفاز ويستخدم الانترنت.
وأضافت والدته بأنهم لم يحبوا أن يشعروه بعجزه أو اختلافه وبأن هذا الشئ هو ما زرع في كلوديو الثقة بالنفس حيث إنه لا يشعر بالخجل من أن يراه الناس وقد غيّروا أرضية المنزل كي يستطيع كلوديو التحرّك عليها دون أن يؤذي أو يجرح نفسه، وقاموا أيضاً ببعض التغييرات في المنزل لتسهيل حياته ولتجنب تعريضه للأذى.
وهو حالياً قد أصدر كتابه ذي العنوان الذي ترجمته (العالم بالمقلوب) وتم إصداره في مدينة ساو باولو، ولو كانت أمه انصاعت لنصائح الأطباء الذين نصحوها بتركه يجوع حتى الموت بسبب مرضه الصعب لما كان عاش كلوديو ولم يكن ليضيف للحياه هذه الإضافة التي عجز عنها الكثيرين من الأصحاء. فهل تعلّمت شيئاً من كلوديو أيها القارئ؟