كثرت الأحاديث في الآونة الأخيرة عن الشخصية التي ستخلف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وذلك بالتزامن مع زيادة التدخلات الدولية في هذا الصدد، وتوتر العلاقات بين الرئيس عباس وبعض الدول العربية، وأيضاً تساءل الشارع الفلسطيني عن خليفه عباس في فور فراغ المنصب الرئاسي.
مشاورات تجري في السر، تفيد أن حركة حماس دخلت على خط كرسي الرئاسة، وذلك حسبما أعلنوا قياداتها، كما أن حماس طرحت الأمر بشكل غير رسمي خلال لقاء المصالحة الأخير.
مصدر فتحاوي صرح أن حركة فتح فوجئت مؤخراً بدخول حماس على خط تحديد خليفة أبو مازن، لافتاً إلى أن ذلك جرى منذ فترة حيث قام وفد حماس بتبليغ وفد فتح بهذا الأمر في أحد العواصم العربية.
و قال المصدر الفتحاوي، إن حركته لم تمانع بالمطلق التشاور حول مرشحها الذي ستحدده اللجنة المركزية للحركة، وستعتمده اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، متوقعاً أن تطلب حركة حماس ثمناً كبيراً مقابل الموافقة على هذا المرشح.
وأشار المصدر إلى أن حركة فتح ولجنتها المركزية لم تجمع على شخصية بعينها لخلافة أبو مازن، في ظل وجود تنافس قوي بين خمسة من الشخصيات القيادية وجميعها أعضاء في اللجنة المركزية.
و كشف تقرير نُشر أمس أن عدة عواصم عربية من بينها القاهرة والرياض وعمان، بدأت مؤخراً تهتم بملف خليفة الرئيس الفلسطيني، حيث تريد أن يحصل الشخص المطروح لتولي المنصب بعد أبو مازن على توافق وطني واسع، لمنع أي خطوات احتجاجية أو اضطرابات داخل مناطق حكم السلطة الفلسطينية، وهو أمر لا ترغب فيه الدول العربية في هذه اللحظات.
و أفادت معلومات أن حركة حماس على الأغلب ستوافق على مرشح من حركة فتح عبر التوافق الوطني، من خلال اعتماده إلى جانب اللجنة التنفيذية من "الإطار القيادي المؤقت" الذي يشمل حركة حماس والجهاد الإسلامي، لتعزز الحركة مكانها بشكل قوي، في ظل انعدام فرصة تولي رئيس المجلس التشريعي المنصب الرئاسي في حال الفراغ كما ينص القانون الفلسطيني، خاصة في ظل تعطل المجلس.
و أشار المحلل السياسي اللبناني عباس الحسيني لـ"وكالة خبر"، إلى أن ملف خليفة الرئيس الفلسطيني معقد، مضيفاً أنه من المعروف أن رئيس المجلس الفلسطيني هو الدكتور عزيز دويك، أحد قادة حركة حماس، و لكن فتح لا تعترف به كون أن فترة توليه المنصب قد انتهت.
و أضاف الحسيني أن حماس تدرك التغيرات التي حصلت في المنطقة، و عدم تمكنها من طرح مرشح لها، في ظل عدم قبولها وقبول مرشحها عربياً ودولياً، بالتزامن مع الحصار السياسي الذي تفرضه الدول الغربية والإدارة الأمريكية عليها.
و كشف القيادي البارز في حركة حماس أسامة حمدان في تصريحات أدلى بها مؤخراً، أن حماس تدرس قضية خلافة أبو مازن وذلك لأهمية الموضوع بالنسبة لحركته ولجميع القوى الفلسطينية.
وقال حمدان، إن هذا الاستحقاق ينبغي أن يمر من خلال آليات وطنية، هي معطلة الآن بقرار من عباس، وفي رسالة بعثها لحركة فتح أنذر من تمرير هذا الاستحقاق بدون آليات وطنية، حيث أن ذلك الأمر من شأنه أن يولد أزمة فلسطينية كبيرة.
و دعا حمدان حركة فتح في حال قدمت مرشحها لرئاسة السلطة، إلى أن تقدم “شخصية وطنية وليست ذات طابع خلافي”، مضيفاً أن حركته لم تعلن موقفها النهائي من المشاركة من عدمها في الانتخابات الرئاسية.
المصدر تحدث لصحيفة الرأي اليوم العربية
