في نا فذة على موريتانيا ،فرقة موسيقية متكاملة. آلاتها الموسيقية تختزل كل تاريخ البيظان، عرب غرب إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى.
فيها يجدون غذاءهم الروحي، وبها يعيشون حاضرهم في تاريخهم حرباً وسلماً وشجاعة ومروءة.
هم حفظة تاريخ المكان المفعم بالوقائع والأحاسيس وحتى الأساطير والدعاية لهذه القبيلة على حساب تلك.
أما الـــــ "أردين"، فآلة موسيقية متعددة الأدوار تشكل العمود الفقري للمنظومة الموسيقية التقليدية، لكنها محظورة على الرجال. فالنساء وحدهن من لهن الحق في العزف عليها.
هكذا تقضي التقاليد الموسيقية المتوارثة عبر أجيال قديمة، وإن بات المتخصصون فيها قلة لعوامل موضوعية عديدة.
وتختص النساء بالاردين فيما يتخصص الرجال في العزف على التدينيت .
لكن خصوصية الموسيقى الموريتانية لا تقف عند هذا الحد، فالتقاليد تفرض أن ينحدر جميع ممتهني الموسيقى من أسر فنية حتماً تتوارث هذا الفن جيلاً عن جيل ،وتتمايز فيما بينها بمدارس موسيقية مختلفة.
وتختلف الألحان فيها باختلاف المناطق، وإن كان السلم الموسيقي هو نفسه، والمقامات هي ذاتها.
وقليل من الفنانين الموريتانيين من استطاع الوصول إلى العالمية أو حتى تجاوز الدائرة التقليدية لمتلقي هذا الفن، بسبب الالتزام الحرفي بمحددات السلم الموسيقي التقليدي، لكن ذلك لم يمنع محاولات عديدة نجحت في بعض الاحيان ومازال بعضها الاخر يتقدم وإن بخجل.