في البداية، عندما علمت حجم القتل في النادي في أورلاندو، تحدثوا بتعابير "حادثة إطلاق نار" الأشد في تاريخ الولايات المتحدة، وحاولوا أن يعزو لها دافع "جريمة الكراهية". ولكن في غضون وقت غير طويل، بات واضحا أن هذا هو الحدث الارهابي الاخطر على اراضي الولايات المتحدة منذ 11 ايلول 2001. كما أن هذه العملية الارهابية الثانية في الدولة في غضون بضعة أشهر. فقد كانت الاولى في بلدة سان براندينو في ولاية كاليفورنيا.
كما أنه حتى لو لم يعلن القاتل عمر ماتين قبل بضع دقائق من الجريمة في مكالمة هاتفية مع مركز الطوارئ 911 بأنه أقسم الولاء لـ "الدولة الإسلامية"، لكان ممكنا التقدير بأن العملية تمت بإلهام منها. من الواضح أنه بالنسبة لـ "داعش" فان أبناء جالية المثليين جديرون بالموت.
يُذكر فعله بالاحداث الارهابية في تل ابيب في السنة الماضية: في ديزنغوف قبل نحو نصف سنة وفي الاسبوع الماضي في شارونه، وكذا في بروكسل وباريس. لكل هذه العمليات الارهابية مزايا مشابهة. شبان مسلمون فاشلون، يعيشون في هوامش المجتمع، يجدون صعوبة في العيش في البيئة الغربية بقيمها المنفتحة، يجتازون تطرفا دينيا، فيقررون القيام بعمل ما مع علمهم أنه سيكلفهم حياتهم. أي، الانتحار. وهم يصلون الى الساحات بتصميم اجرامي مزودين بأكثر ما يمكن الحصول عليه من اسلحة. أما الالهام لكيفية العمل وضد من، فانهم يستمدونه من عمليات ارهابية سابقة لـ "داعش".
الاهداف التي يختارونها رمزية جدا للثقافة الغربية. ولكن تلك التي يقاتلها "داعش": الشارع المركزي في تل ابيب، سوق المحلات الفاخرة في تل ابيب، ناد للموسيقى (في أتكلان)، في ستاد كرة القدم في باريس والآن في نادي المثليين. والهدف هو هز الثقافة الغربية في ظل التسبب بالقتل بلا تمييز وبأكثر عدد ممكن.
مثلما في بروكسل وفي باريس وربما ايضا في شارونه، انكشف في اورلاندو ايضا ضعف اجهزة الامن والاستخبارات. صحيح أن الاستخبارات لا يمكنها أن تكشف كل الشبكات، وبالتأكيد اولئك الافراد الذين يقررون تنفيذ عملية ما دون اشراك الآخرين في مخططاتهم. ومع ذلك، تبين في اورلاندو ايضا أنه مع يقظة اكبر من الاستخبارات فقد كان يمكن ربما منع العملية.
منفذ العملية في اورلاندو كان ضمن قائمة المشبوهين لدى الـ "اف.بي.آي"، وهذه قائمة من آلاف الاشخاص ممن تشير شخصياتهم والمعلومات عنهم إلى أنهم ارهابيون محتملون. في حالته، وليس بسبب أصله فقط (فقد ولد في نيويورك لوالدين افغانيين)، بل بسبب شبهات مختلفة ومعلومات وصلت عنه. وعلى هذه الخلفية كان موضع ملاحقة من الـ "اف.بي.آي" في عامي 2013 – 2014، ولكن لسبب ما توقفت متابعته. ليس هذا فقط، فرغم ماضيه اجتاز دورة للحراسة وكانت لديه رخصة لحمل السلاح. في حالته سيكون من الصعب اتهام التعديل الثاني على الدستور، موضع الخلاف، والذي يسمح لكل أميركي بحمل السلاح، وكما هو معروف، في الولايات المتحدة يمكن شراء السلاح في المحلات العامة.
هذه مسائل صعبة تشير الى أن الـ "اف.بي.آي" وسلطات القانون الاخرى في الولايات المتحدة ستجد نفسها الآن تحت انتقاد جماهيري لاذع. فالعملية في اورلاندو يمكن أن تساعد الحملة الانتخابية لدونالد ترامي وتعطيه ريح اسناد بالذات في الفترة التي يوجد فيها في حالة هبوط. لو كانت هذه مجرد "جريمة كراهية" لكان الامر عزز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، التي تؤيد تشريعا لتقييد بيع السلاح في الدولة، ولكن ترامب يقيم حملته الانتخابية على كراهية الاجانب بشكل عام وعلى كراهية المسلمين بشكل خاص وسبق أن اقترح منع دخولهم الى الولايات المتحدة.
لقد وعد الرئيس اوباما بحماية أمن مواطني الولايات المتحدة. وهذه شعارات مشابهة لشعارات زعماء اسرائيل بعد العمليات عندنا. يمكن لاوباما أن يعمل بحزم أشد، أن يضرب بشدة أكبر "الدولة الاسلامية" في العراق وفي سورية، وليس فقط من خلال سلاح الجو. فواضح أنه بدون ارض اقليمية سيصعب على "داعش" العمل، واعماله الارهابية في الغرب ستتقلص، مثلما حصل لـ "القاعدة" بعد دخول الولايات المتحدة لافغانستان. ولكن اوباما وزعماء الغرب ليسوا مستعدين لأن يبعثوا "الأبناء" الى ميادين القتال في الشرق الاوسط، ولا حتى من اجل القيم الاكثر قدسية للحضارة الغربية.
كما أنه حتى لو لم يعلن القاتل عمر ماتين قبل بضع دقائق من الجريمة في مكالمة هاتفية مع مركز الطوارئ 911 بأنه أقسم الولاء لـ "الدولة الإسلامية"، لكان ممكنا التقدير بأن العملية تمت بإلهام منها. من الواضح أنه بالنسبة لـ "داعش" فان أبناء جالية المثليين جديرون بالموت.
يُذكر فعله بالاحداث الارهابية في تل ابيب في السنة الماضية: في ديزنغوف قبل نحو نصف سنة وفي الاسبوع الماضي في شارونه، وكذا في بروكسل وباريس. لكل هذه العمليات الارهابية مزايا مشابهة. شبان مسلمون فاشلون، يعيشون في هوامش المجتمع، يجدون صعوبة في العيش في البيئة الغربية بقيمها المنفتحة، يجتازون تطرفا دينيا، فيقررون القيام بعمل ما مع علمهم أنه سيكلفهم حياتهم. أي، الانتحار. وهم يصلون الى الساحات بتصميم اجرامي مزودين بأكثر ما يمكن الحصول عليه من اسلحة. أما الالهام لكيفية العمل وضد من، فانهم يستمدونه من عمليات ارهابية سابقة لـ "داعش".
الاهداف التي يختارونها رمزية جدا للثقافة الغربية. ولكن تلك التي يقاتلها "داعش": الشارع المركزي في تل ابيب، سوق المحلات الفاخرة في تل ابيب، ناد للموسيقى (في أتكلان)، في ستاد كرة القدم في باريس والآن في نادي المثليين. والهدف هو هز الثقافة الغربية في ظل التسبب بالقتل بلا تمييز وبأكثر عدد ممكن.
مثلما في بروكسل وفي باريس وربما ايضا في شارونه، انكشف في اورلاندو ايضا ضعف اجهزة الامن والاستخبارات. صحيح أن الاستخبارات لا يمكنها أن تكشف كل الشبكات، وبالتأكيد اولئك الافراد الذين يقررون تنفيذ عملية ما دون اشراك الآخرين في مخططاتهم. ومع ذلك، تبين في اورلاندو ايضا أنه مع يقظة اكبر من الاستخبارات فقد كان يمكن ربما منع العملية.
منفذ العملية في اورلاندو كان ضمن قائمة المشبوهين لدى الـ "اف.بي.آي"، وهذه قائمة من آلاف الاشخاص ممن تشير شخصياتهم والمعلومات عنهم إلى أنهم ارهابيون محتملون. في حالته، وليس بسبب أصله فقط (فقد ولد في نيويورك لوالدين افغانيين)، بل بسبب شبهات مختلفة ومعلومات وصلت عنه. وعلى هذه الخلفية كان موضع ملاحقة من الـ "اف.بي.آي" في عامي 2013 – 2014، ولكن لسبب ما توقفت متابعته. ليس هذا فقط، فرغم ماضيه اجتاز دورة للحراسة وكانت لديه رخصة لحمل السلاح. في حالته سيكون من الصعب اتهام التعديل الثاني على الدستور، موضع الخلاف، والذي يسمح لكل أميركي بحمل السلاح، وكما هو معروف، في الولايات المتحدة يمكن شراء السلاح في المحلات العامة.
هذه مسائل صعبة تشير الى أن الـ "اف.بي.آي" وسلطات القانون الاخرى في الولايات المتحدة ستجد نفسها الآن تحت انتقاد جماهيري لاذع. فالعملية في اورلاندو يمكن أن تساعد الحملة الانتخابية لدونالد ترامي وتعطيه ريح اسناد بالذات في الفترة التي يوجد فيها في حالة هبوط. لو كانت هذه مجرد "جريمة كراهية" لكان الامر عزز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، التي تؤيد تشريعا لتقييد بيع السلاح في الدولة، ولكن ترامب يقيم حملته الانتخابية على كراهية الاجانب بشكل عام وعلى كراهية المسلمين بشكل خاص وسبق أن اقترح منع دخولهم الى الولايات المتحدة.
لقد وعد الرئيس اوباما بحماية أمن مواطني الولايات المتحدة. وهذه شعارات مشابهة لشعارات زعماء اسرائيل بعد العمليات عندنا. يمكن لاوباما أن يعمل بحزم أشد، أن يضرب بشدة أكبر "الدولة الاسلامية" في العراق وفي سورية، وليس فقط من خلال سلاح الجو. فواضح أنه بدون ارض اقليمية سيصعب على "داعش" العمل، واعماله الارهابية في الغرب ستتقلص، مثلما حصل لـ "القاعدة" بعد دخول الولايات المتحدة لافغانستان. ولكن اوباما وزعماء الغرب ليسوا مستعدين لأن يبعثوا "الأبناء" الى ميادين القتال في الشرق الاوسط، ولا حتى من اجل القيم الاكثر قدسية للحضارة الغربية.