"كيف هو وزير الدفاع الجديد؟"، سألت أحد المشاركين في جلسة الكابينت الاخيرة، التي عقدت في اليوم التالي للعملية في تل ابيب. "هل تعرف؟ لقد صرخ طوال الوقت من الخارج"، كان من الصعب ملاحظة نغمة شماتة بصوته، "الآن بدأ يرى أن الامر ليس بهذه البساطة"، "لماذا تقول ذلك؟"، حاولت أن استخرج منه المعلومات، "لقد أعلن الآن أنه غير سياسته في موضوع اعادة جثامين "المخربين". ومنذ الآن لن تتم إعادتها". "هذا غير ممكن"، زعم المصدر المسؤول، "هل اقرأ لك الرسالة القصيرة؟"، "هذه اللحظة خرجتُ من الجلسة ولم يُقل فيها أي شيء عن ذلك".
لم يُقل، لأن هذا القرار جاء خاطفا. استغل ليبرمان الفرصة ليقفز عليها. إنه يعرف أن الجميع من حوله – صحافيين ووزراء واعضاء كنيست – يتحدثون عن الشخص الذي اضطر فجأة الى الجلوس وراء المقود وتطبيق الكلام الفارغ الذي قاله. الامر هو أن كل هذا الحوار – نحن مع الـ "لنرى أنك رجل"، وهو مع الـ "سأريكم ما هذا" – يمكن أن ينتهي بشكل سيئ جدا.
في سنة 1981 تم تعيين ارئيل شارون وزيرا للدفاع. وفي حوار مع المراسلين بعد دخوله منصبه قال: "الحكومة من ناحيتها لا تبادر الى أي نشاط في الشمال، ولا تفعل أي شيء قد يتم تفسيره على أنه تحرش". صحيح أنها ليست نفس الفترة وليست ذات الصلة، لا شيء متشابه باستثناء أنهم وضعوا شخصا متطرفا بتصريحاته لمواجهة تحد أمني. هناك عامل مختلف تماما بين المثالين. في 1981 كان شارون يجب أن يعمل جاهدا من اجل انتاج الحرب. وفي 2016 لا حاجة الى الكثير من اجل اشعال حريق كبير.
ليبرمان يمكنه أن يكون براغماتيا، يمكنه ابعاد كل اقواله وتصريحاته بسهولة محفوظة فقط للمتهكمين. ولكن من القرارات الصغيرة نسبيا مثل "لن نعيد جثامين"، كل شيء يمكن أن يشتعل.
قبل بضعة اشهر لدغ أحد الوزراء رئيس الاركان، غادي آيزنكوت، في جلسة الكابينت: "انظر كيف أنه عندما فرضنا طوقا على قرية الجلمة، وجميع اصحاب المصالح هناك اضطروا الى اغلاق مصالحهم، توقفت العمليات هناك". اقوال عضو الكابينت وعنوانها الثانوي كان واضحا. خلافا للمعاملة اللينة للجيش الاسرائيلي ولوزير الدفاع اللذين منعا الاغلاقات وحاولا بكل قوتهما الحفاظ على روتين الحياة الفلسطينية، الامر الوحيد الذي يفهمه هؤلاء العرب هو القوة.
"هل هناك شيء أنت لا تعرفه"، قال رئيس الاركان. "في الوقت الذي قمنا فيه بالاغلاق، وقف رجال اجهزة الامن الفلسطينية خارج القرية واعتقلوا كثير من المخربين الذين خرجوا لتنفيذ عمليات". ايضا لآيزنكوت كان هناك حوارا وعنوانا ثانويا: لقد خرجوا بأعداد كبيرة لأنه فرض عليهم اغلاق.
في نهاية ولاية موشيه يعلون كوزير للدفاع، شعر هو وآيزنكوت أنهما أوقفا بجسدهما انتفاضة ثالثة. الانتفاضة الاولى استمرت ست سنوات، وهناك من يزعم أنها استمرت أكثر، اعتاد رئيس الاركان على القول للوزراء إن الانتفاضة الثانية استمرت خمس سنوات. والاحداث التي بدأت في تشرين الاول 2015 كان يمكنها أن تتدهور بسرعة الى انتفاضة ثالثة. ولكن الردود غير المتشددة من قبلنا ومحاولة عدم ادخال شرائح واسعة من الجمهور الفلسطيني الى الفوضى، والعدد القليل نسبيا للقتلى الفلسطينيين، كل ذلك عمل على تهدئة الميدان. آيزنكوت، الذي كان سكرتيرا عسكريا لرئيس الحكومة ايهود باراك في بداية الانتفاضة الثانية، يتذكر جيدا غياب سيطرة باراك على الجيش الاسرائيلي وشاؤول موفاز والقوة الكبيرة التي استخدمها الجيش في تلك الايام. إنه لا ينسى الى أين تدهور ذلك، وهو مصمم على التصرف بشكل مختلف.
إن هذا الربط غير منطقي، حيث إننا داخل الاحداث، سبب ومُسبب. يمكن أن يكون آيزنكوت محقا، وليس مؤكدا. إلا أن شيئا واحدا واضح هو أنه تكفي عدة امور صغيرة من ليبرمان كي لا يبتعد أكثر من اللزوم عن صورة الازعر المفيدة له من اجل اشعال الميدان من جديد.
لم يُقل، لأن هذا القرار جاء خاطفا. استغل ليبرمان الفرصة ليقفز عليها. إنه يعرف أن الجميع من حوله – صحافيين ووزراء واعضاء كنيست – يتحدثون عن الشخص الذي اضطر فجأة الى الجلوس وراء المقود وتطبيق الكلام الفارغ الذي قاله. الامر هو أن كل هذا الحوار – نحن مع الـ "لنرى أنك رجل"، وهو مع الـ "سأريكم ما هذا" – يمكن أن ينتهي بشكل سيئ جدا.
في سنة 1981 تم تعيين ارئيل شارون وزيرا للدفاع. وفي حوار مع المراسلين بعد دخوله منصبه قال: "الحكومة من ناحيتها لا تبادر الى أي نشاط في الشمال، ولا تفعل أي شيء قد يتم تفسيره على أنه تحرش". صحيح أنها ليست نفس الفترة وليست ذات الصلة، لا شيء متشابه باستثناء أنهم وضعوا شخصا متطرفا بتصريحاته لمواجهة تحد أمني. هناك عامل مختلف تماما بين المثالين. في 1981 كان شارون يجب أن يعمل جاهدا من اجل انتاج الحرب. وفي 2016 لا حاجة الى الكثير من اجل اشعال حريق كبير.
ليبرمان يمكنه أن يكون براغماتيا، يمكنه ابعاد كل اقواله وتصريحاته بسهولة محفوظة فقط للمتهكمين. ولكن من القرارات الصغيرة نسبيا مثل "لن نعيد جثامين"، كل شيء يمكن أن يشتعل.
قبل بضعة اشهر لدغ أحد الوزراء رئيس الاركان، غادي آيزنكوت، في جلسة الكابينت: "انظر كيف أنه عندما فرضنا طوقا على قرية الجلمة، وجميع اصحاب المصالح هناك اضطروا الى اغلاق مصالحهم، توقفت العمليات هناك". اقوال عضو الكابينت وعنوانها الثانوي كان واضحا. خلافا للمعاملة اللينة للجيش الاسرائيلي ولوزير الدفاع اللذين منعا الاغلاقات وحاولا بكل قوتهما الحفاظ على روتين الحياة الفلسطينية، الامر الوحيد الذي يفهمه هؤلاء العرب هو القوة.
"هل هناك شيء أنت لا تعرفه"، قال رئيس الاركان. "في الوقت الذي قمنا فيه بالاغلاق، وقف رجال اجهزة الامن الفلسطينية خارج القرية واعتقلوا كثير من المخربين الذين خرجوا لتنفيذ عمليات". ايضا لآيزنكوت كان هناك حوارا وعنوانا ثانويا: لقد خرجوا بأعداد كبيرة لأنه فرض عليهم اغلاق.
في نهاية ولاية موشيه يعلون كوزير للدفاع، شعر هو وآيزنكوت أنهما أوقفا بجسدهما انتفاضة ثالثة. الانتفاضة الاولى استمرت ست سنوات، وهناك من يزعم أنها استمرت أكثر، اعتاد رئيس الاركان على القول للوزراء إن الانتفاضة الثانية استمرت خمس سنوات. والاحداث التي بدأت في تشرين الاول 2015 كان يمكنها أن تتدهور بسرعة الى انتفاضة ثالثة. ولكن الردود غير المتشددة من قبلنا ومحاولة عدم ادخال شرائح واسعة من الجمهور الفلسطيني الى الفوضى، والعدد القليل نسبيا للقتلى الفلسطينيين، كل ذلك عمل على تهدئة الميدان. آيزنكوت، الذي كان سكرتيرا عسكريا لرئيس الحكومة ايهود باراك في بداية الانتفاضة الثانية، يتذكر جيدا غياب سيطرة باراك على الجيش الاسرائيلي وشاؤول موفاز والقوة الكبيرة التي استخدمها الجيش في تلك الايام. إنه لا ينسى الى أين تدهور ذلك، وهو مصمم على التصرف بشكل مختلف.
إن هذا الربط غير منطقي، حيث إننا داخل الاحداث، سبب ومُسبب. يمكن أن يكون آيزنكوت محقا، وليس مؤكدا. إلا أن شيئا واحدا واضح هو أنه تكفي عدة امور صغيرة من ليبرمان كي لا يبتعد أكثر من اللزوم عن صورة الازعر المفيدة له من اجل اشعال الميدان من جديد.