نشر موقع واللا العبري، اليوم السبت، تقريراً موسعاً حول تجنيد ضباط جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" وتدريبهم على مختلف أنواع "أعمال المخابرات" للقدرة على تجنيد العملاء ومعرفة كل ما يدور في "أراضي العدو".
وبدأ التقرير الذي أعده المحلل العسكري أمير بوحبوط، بالنجاح الذي حققه الشاباك بالوصول للقياديين في كتائب القسام رائد العطار ومحمد أبو شمالة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة بعد سنوات من الملاحقة، مبيناً أن خطأ واحداً من كليهما كان كفيلاً بالقضاء على حياتهما بعد معلومات دقيقة عن تحركاتهما من العملاء الذين جندهم الضباط..
ويشير التقرير إلى أن عملية استهداف محمد الضيف خلال الحرب عجلت بارتكاب قيادات القسام أخطاء لتغيير أماكنهم، وحينها تم من قبل عملاء الشاباك رصد ظهور عدد كبير من قيادات الكتائب من بينهم العطار وأبو شمالة اللذين استنفرت المخابرات من أجل متابعة ورصد تحركاتهما مع جميع العملاء على الأرض حتى استقرا في منزل غرب رفح وتم تنفيذ عملية اغتيالهم فجر الحادي والعشرين من آب/ أغسطس 2014. ويقول معد التقرير، ان "ضباط الشاباك" أو من يسمى بـ"المنسقين مع العملاء" هم عيون إسرائيل في قطاع غزة والضفة الغربية وعلى طول وادي الأردن وحدود مصر وفي كل مكان، فكل شيء متصل بالأمن هو بالأساس يتعلق بالتجسس بما في ذلك الدول العربية.
ويقول الوزير السابق يعقوب بيري والذي عمل مسؤولا للشاباك وبدأ حياته المهنية كمنسق مع العملاء، "ان مهمة الضابط أو المنسق مهمة معقدة للغاية أسميها فن المغازلة، نعمل من خلالها على جمع السيرة الذاتية لحياة الشخص ونعمل من أجل تجنيده"، زاعما أن تجنيد العملاء لا يتم بالضغط عليهم واستغلال حاجتهم للعلاج أو غيره بل أن بعضهم جاء من خلال الصداقة مع بعض الضباط أو شخصيات معينة.
ويشير التقرير إلى عمليات تجنيد الضباط الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 إلى 30 عاما، وتدريبهم على تحمل الأعباء النفسية الثقيلة والعمل تحت الضغط، وتعليمهم اللغة العربية ولغات أخرى بمستوى عال ما يسمح لهم باجراء محادثات واسعة مع من يهدفون لتجنيدهم، كما انهم يتعلمون ويحفظون القرآن الكريم وأسماء الله الحسنى، ويكتشفون الجوانب الجميلة في الإسلام ويعملون بعادات وتقاليد العرب.
كما يتم تدريبهم على احترام ثقافة ودين "العدو" ومعرفة أدق التفاصيل حول الشخصية التي يتعاملون معها من العملاء وحتى من المستهدفين، وطرق التعامل مع المرأة المحجبة، وان يبقوا على مسافة بينهم وبين العميل وأن لا ينسون انفسهم خلال المحادثات معه وغيرها من الكثير من التدريبات التي يتلقاها.
ولفت التقرير إلى أن ضباط الشاباك نجحوا عبر العملاء الذين تم تجنيدهم من كشف خلايا حاولت تنفيذ هجمات بتعليمات من قيادة حماس بتركيا والأردن، وأن معظم أفراد تلك الخلايا لا يعرفون بعضهم البعض إلا لحظة اعتقالهم.
وبحسب التقرير فإن قائد لواء ناحال شعر بالذهول خلال عملية "الجرف الصامد" ضد غزة من معرفة ضابط الشاباك بكل تفاصيل منطقة بيت حانون وأماكن وجود المسلحين والأنفاق وغيرها. ويقول بيري "على ضابط الشاباك الإلمام بالمنطقة المسؤول عنها، ومعرفة كل شيء متعلق بالسكان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا والتعرف على الشخصيات المؤثرة والعشائر وجميع التفاصيل التي تساعد للسيطرة على المنطقة".
وزعم التقرير أن غالبية العملاء الذين أعلن عن اعتقالهم وإعدام بعضهم ليس لهم علاقة بالشاباك، وأن حماس كانت تمارس محاولات تعزيز الردع ضد العملاء. ويشير التقرير لتعرض بعض ضباط الشاباك للقتل على أيدي عملاء تم تجنيدهم وقد حدث ذلك في أكثر من مرة منها عام 2005 حين فجر عميل نفسه بعد تجنيده من المقاومة الفلسطينية في الضابط عوديد شارون ومساعديه.