خطايا معسكر «أوسلو»

Bill-Clinton-observes-as-Yitzhak-Rabin-and-Yasser-Arafat-shake-hands
حجم الخط

خط مباشر يمر بين صعوبة الكلام لرئيس الولايات المتحدة براك اوباما وبين سهولة التعبير لدى اليسار الاسرائيلي. خط من عدم الاستعداد لاستقبال الواقع ورفض الاعتراف بانهيار الفكر الذي تبنوه. خط من السخافة والوقاحة. لدى اوباما فان العبارات اللغوية التي تأبى الخروج على لسانه تجسد ما يحصل عندنا في الرأس. إذ إن من ليس مستعداً ليعبر عن المفهوم من تلقاء نفسه، مثل "ارهاب اسلامي" وحتى "اسلام متطرف"، يفعل هذا لانه يعيش في محيط فكري هاذٍ. محيط يصنف الاخيار والاشرار بشكل مختلف عنا، يلون الوحش الاسلامي بالوان بهيجة، ويسوّد الاخرين.
المتلازمة ذاتها واضحة في الاتهامات الاخيرة لعمير بيرتس، الذي القى على حكومة نتنياهو بالذنب عن "الارهاب" الفلسطيني في شارونه، وفي اقوال رون خولدائي، الذي القى بالمسؤولية عن هجوم "المخربين" عنده في المدينة على "الاحتلال".
هذه المتلازمة ليست جديدة. اسحق رابين وشمعون بيريس اتهما في حينه من تجرأ على التحذير من مخاطر اتفاقات اوسلو بأنهم "اعداء السلام". وقد جعلا "الارهابي" عرفات حائزا على جائزة نوبل للسلام، وقادة "يشع" من المستوطنين أعداءً. غير أنه في ذاك العهد كان ممكناً الادعاء بان م.ت.ف لم تأخذ بعد الفرصة لتغيير جلدتها من منظمة "ارهابية" إلى شريك. أما اليوم فقد بات كل شيء معروفاً ومثبتاً. ولا يزال من بنى في حينه عوالم هاذية يعظمها حتى اليوم.
يتميز اوباما ايضا بهذا التشوش. فقد دخل الى البيت الابيض انطلاقا من موقف ايديولوجي متصلب ومع خطة عمل واضحة، لاحلال السلام والسكينة في العالم بطريقته الفاشلة. وكما روى مؤخرا مستشاره المقرب – بن رودس، فقد اعتزم اوباما منذ البداية التضحية باسرائيل وبالحلفاء الاخرين في الشرق الاوسط كي يرتبط بايران، انطلاقا من مفهوم فكري وايديولوجي. خيانته وعماه تسببا للشرق الاوسط في أن يغرق في الفوضى، وتركا العالم بلا راشد مسؤول. ولكن حتى بعد ان ولدت كل افكاره العابثة الدم والدموع، لم يتحرك اوباما قيد أنملة. فارتباطه الشخصي بالاسلام وبرومانسية "العالم الثالث" يسد كل أحاسيسه وأفعاله.
انعدام حكمة ما بعد الفعل يكمن في التصريحات الوقحة لعمير بيرتس، رون خولدائي، وباقي اعضاء نادي "هآرتس". المذنب في مرض "الارهاب" العضال اليوم هو من ادخل الينا جيش "المخربين" – من بنى كيانا "ارهابيا" على مسافة ساعة سفر من شارونه. كيان جوهر وجوده يعني اقتلاعنا من كل أرجاء "بلاد اسرائيل". لا ينبغي نزع المسؤولية عن بنيامين نتنياهو لعدم تصفية مملكة التحريض المضرجة بـ "الارهاب". ولكن من خلق هذه المملكة هو معسكر بيرتس وخولدائي. وباستثناء القتلة انفسهم، فان معسكر "اوسلو" هو المذنب في الثكل، في الرعب، وفي "الارهاب". وذنبه اخطر باضعاف اليوم لانه يرفض الاعتراف بالاخطاء ويندم على خطاياه.
يكفي مراجعة كتب تعليمهم كي نتبين الى أي حد لا يقلق الفلسطينيون وجود كريات اربع في "الخليل" مثلما يقلقهم احتلال الشيخ مؤنس - جامعة تل ابيب، على أيدي الصهاينة.
هكذا، خط يمر اليوم بين البيت الابيض وشارع شوكن يحبط القدرة على الكفاح المناسب ضد قوى السواد والارهاب. وفقط بعد أن ينقضي عصر اوباما وروح اوسلو سيكون ممكنا تبني الوضوح الفكري والكفاح المناسب للارهاب.