مع اقتراب الاستفتاء العام الذي سيقرر فيه الشعب البريطاني في المملكة المتحدة بقاء بلادهم أو تركها للاتحاد الأوروبي، يحاول الاحتلال الإسرائيلي دفع البريطانيين لاختيار ما يصب في صالحه، وهو الانفصال، وذلك على خلفية الدور البارز الذي أداه الاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة ضد الاحتلال الإسرائيلي، والإجراءات غير المسبوقة التي اتخذها ضد الاستيطان.
بشكل "غير رسمي" وغير تقليدي أنتجت جمعية إسرائيلية "فيديو" مصوّراً أشبه بالمسرحية، يريد إيصال رسالة مفادها أن بقاء بريطانيا بالاتحاد الأوروبي هو تلبية لرغبة حركة حماس والمقاومة الفلسطينية.
في المقطع المصور يظهر 3 أشخاص في مؤتمر صحفي، مرتدين زيّ كتائب عزّ الدين القسّام، ويلقون خطاباً موجهاً لبريطانيا وللشعب البريطاني، يطالبونه بدعم بقاء بلادهم في الاتحاد الأوروبي؛ لأن ذلك يصب في مصلحة الحركة والفلسطينيين، ويضر بمصالح الاحتلال.
أنتج الفيديو عن طريق جمعية "رغافيم" الإسرائيلية المموّلة جزئياً من عدد من السلطات المحلية بدولة الاحتلال، أي إن جزءاً من موردها المالي يأتي من خزينة الدولة.
والفيديو هو جزء من حملة كبيرة تنظمها المؤسسة لدفع البريطانيين المقيمين في دولة الاحتلال، والبريطانيين الداعمين لإسرائيل، التصويت مع قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي؛ "انتقاماً من دعم الاتحاد الأوروبي للفلسطينيين"، كما تقول الصحيفة.
يظهر المتحدث الرئيس في الفيديو وهو يلقي خطاباً بلكنة إنجليزية بريطانية، ويقول على لسان حركة حماس إن المقاومة تشكر الاتحاد الأوروبي على قراره بتمييز منتجات المستوطنات من أجل مقاطعتها في أوروبا، وعلى الدعم المالي والعيني الذي تقدمه مؤسسات الاتحاد للفلسطينيين، ويقتبس من كلامه: "إذا كنتم فعلاً تكرهون إسرائيل واليهود، وإن أردتم دعم كفاحنا، فادعموا بريطانيا للبقاء في الاتحاد الأوروبي"، ويلاحظ لفظه لكلمة "إسرائيل" كأنها "إسرا-هيل" أي "إسرا-جهنّم".