قامت مصادر في حركة «حماس» بالكشف عن اتصالات غير مباشرة جرت بينها وبين اسرائيل تناولت هدنة طويلة الامد في مقابل رفع الحصار عن قطاع غزة بصورة كاملة، بما في ذلك تشغيل الميناء والمطار.
وقال مسؤول رفيع المستوى في الحركة لـ «الحياة» اللندنية، ان الاتصالات اعقبت الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة، وانها جرت بمبادرة ووساطة جهات ديبلوماسية غربية وعربية.
واوضح ان اسرائيل طالبت «حماس» عبر الوسطاء بوقف تهريب السلاح الى غزة ووقف تصنيعه وتطويره ووقف حفر الانفاق. واضاف: «من جانبها، طالبت «حماس» بفتح المعابر وتشغيل الميناء واعادة بناء المطار». واكد ان هذه الاتصالات لم تسفر حتى الآن عن أي اتفاق.
وكشف مسؤول ثان في الحركة عن اتصالات تجري في شأن تبادل اسرى، وقال ان هذه الاتصالات غير المباشرة لم تسفر حتى الآن عن اي اتفاق، وان الحركة تتوقع ان تأخذ كثيراً من الوقت.
واعلنت حركة «فتح» معارضتها الشديدة لهذه الاتصالات، وحذر الرئيس محمود عباس في الاجتماع الاخير للجنة المركزية لحركة «فتح» من ان هذه الاتصالات ترمي الى اقامة الدولة الفلسطينية في قطاع غزة وابقاء الضفة الغربية تحت حكم ذاتي.
وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ان ممثلين عن سويسرا والنروج وقطر والامم المتحدة شاركوا في هذه الاتصالات. وأوضح مسؤول غربي ان اسرائيل تدرك أهمية بقاء «حماس» في وضع يمكنها من الحفاظ على الامن في غزة، كما «تدرك ان انهيار حكم حماس في غزة سيقود الى شيوع حالة من الفوضى تنشأ فيها جماعات متطرفة تهدد امن اسرائيل»، مشيراً الى ان هذا هو السبب الحقيقي وراء موافقة اسرائيل على الحوار غير المباشر الجاري مع «حماس».
وقال مسؤول في «حماس» ان حركته وافقت على بحث الافكار التي حملها ديبلوماسيون غربيون من اجل رفع الحصار واعادة اعمار غزة بعد ان «فشلت» الحكومة الفلسطينية في ذلك. واضاف: «نسعى الى هدف نبيل وهو رفع الحصار وتشغيل الميناء والمطار، وليس الى اقامة دولة في غزة، كما تدعي فتح».
واضاف: «لتتفضل السلطة وتجري حواراً مع اسرائيل ومصر في شأن فتح المعابر ورفع الحصار واعادة الاعمار، ونحن سنرفع لها القبعات احتراماً. اما ان تترك غزة محاصرة ومدمرة، فهذا ما لن نقبله، لا نحن ولا شعبنا في غزة».