هجوم باراك ويعلون على نتنياهو مليءٌ بالتناقضات

20162106075834
حجم الخط
في كل مرة يفاجئني ويلفت انتباهي التعبير القديم "لم يجف الحبر بعد".
يفاجئني ليس فقط بسبب هجوم رئيسي الاركان ووزيري الدفاع السابقين على نتنياهو، بل ايضا عندما يكون الكثيرون وراءهم ممن يفترض أن يتعلموا قليلا من التاريخ أو على الاقل عدم الاستخفاف بثقافة المواطنين الفاشلين في هذا الامر الاساسي المسمى تسرعا.
اضافة الى ذلك، اذا كان موشيه يعلون وايهود باراك وغابي اشكنازي وبن غانتس يريدون أن يضيئوا لنا العتمة، فنرجو منهم أن لا يناقضوا أنفسهم.
أمس فقط باركوا الحكومة التي جلسوا فيها ولعبوا فيها أدوارا رفيعة جدا.
حتى أمس دافعوا بكل قوة عن تلك الحكومة التي يهاجمونها اليوم بغضب وكأن حربا عالمية على الابواب، وكأن حكومة اسرائيل تقود الدولة الفاشستية في هذا العالم.
في الفترة التي تكون فيها المعلومات متوفرة بسرعة البرق، بالسرعة التي تستطيع أن تلف الكرة الارضية، ما الذي فكر فيه موشيه يعلون – أن مستوى وعي الجمهور الذي اختاره ليكون وزيرا للدفاع متدن إلى هذا الحد، وأنه لا يستطيع أن يستخرج الاقوال وعكسها مما قاله؟ يقول لنا يعلون فجأة إن نتنياهو يقوم بتخويف مواطني الدولة من كارثة ثانية، وإن نتنياهو وحكومته يتباكون ويظهرون ضعف القلب.
قمت بضبط نفسي للحظة. إن يعلون عمل في الحكومة الحالية والسابقة.
فلماذا فضل الجلوس في الحكومة المخزية والتي تثير الخوف؟ لماذا حدثنا من فوق ارض المانيا عن أن ايران هي خطر وجودي، وفجأة ليس هناك وجود لهذا الخطر؟.
التهكم. هذا هو الجواب على سؤالي. وللتذكير: خلال مؤتمرات يعلون مع نشطاء "الليكود"، وخصوصا في أحدها الذي تم في القدس مع "قيادة يهودية" لموشيه فايغلين، قال اقوالا شديدة لدرجة أنه تعرض بشكل طبيعي للانتقاد الشديد من اليسار. هاجم يعلون محكمة العدل العليا ووسائل الاعلام اليسارية و"السلام الآن". ونتنياهو ايضا وبخه بسبب خطورة اقواله.
إن سلوك يعلون وباراك مقلق جدا لأنهما كانا مسؤولين عن أمن دولة اسرائيل لفترة طويلة تحت إمرة نتنياهو.
هل قاما بتضليل مواطني الدولة؟ هل قراراهما الهجوم على الحكومة وهما خارجها له مصداقية بالقدر ذاته لو كانا الآن على الكرسي بالفعل؟ يعلون وباراك، واشكنازي وغانتس خدموا سنوات طويلة في الجهاز العسكري، وفجأة تحولوا الى خبراء في شؤون الديمقراطية والسلطة. هذا أمر محزن لأن العنوان في الصحف كان موحدا، هجوم رؤساء الاركان على الحكومة يجب أن يشعل الضوء الاحمر.
رائحة الفاشية التي تحدثوا عنها في الداخل خطيرة، بالذات لأنها تأتي من رجال الجيش وليس من اعضاء الحكومة التي يهاجمونها.
الحقيقة هي أنني شبعت من الحديث الاخلاقي حول تكميم الافواه وضياع الديمقراطية. اذا كانت الأمور على هذا النحو، ما كنا لنسمع اقوال باراك ويعلون حول موت حرية التعبير وحول التطرف في فترة "الليكود".
الديمقراطية تعني انتخاب الحزب الذي يشكل الحكومة. هذا ما كان وهذا ما سيكون. لم يخطف أحد الحكومة. هل تظهر الفاشية فجأة عندما لا يكون هناك كرسي للجلوس عليه؟