حذر وزير المواصلات والاستخبارات الإسرائيلي "يسرائيل كاتس"، اليوم الأربعاء، من مغبة رفض خطته الرامية إلى إنشاء جزيرة صناعية قبالة قطاع غزة لتشكل ميناءً مستقبلياً له.
وقال كاتس في لقاء أجراه معه موقع القناة العبرية السابعة إن بديل خطته التي تقضي بإنشاء جزيرة صناعية على بعد ثلاثة أميال من شواطئ غزة وربطها بالقطاع سيكون قراراً أوروبيا بإنشاء الميناء على سواحل القطاع مباشرة، مشيراً إلى وجود مشروع كهذا على جدول أعمال الاتحاد الأوربي.
وذكر كاتس أن خطته تحظى بدراسة جدية داخل الكابينت كما تحظى أيضاً بموافقة اليمين الإسرائيلي وعلى رأسه وزير التعليم نفتالي بينيت الذي يرى في المشروع انفصالاً نهائيا عن القطاع.
وأضاف "نحن مسئولون عن حياة عدونا اللدود وإذا ما وجدت هناك أزمة إنسانية فنحن المسئولون والآن نحن ذاهبون لزيادة كمية المياه الواصلة الى هناك وكذلك الغاز والكهرباء، المزيد من الطعام والاسمنت، ومن جهة أخرى فالتحدي الأمني هو المزيد من الأنفاق والمزيد من الصواريخ".
في حين اعتبر كاتس أن الخيار الأسوأ يتمثل في إقامة مطار في غزة، واصفاً ذلك بالكارثة "بالنظر إلى عدم قدرة (إسرائيل) على مراقبة ما يدخل ويخرج"، في حين من مزايا خطته أن الميناء سيكون بالمياه الدولية وتحت سيطرة دولية تراقب ما يدخل ويخرج.
وحول مساعيه لإقناع الحكومة الإسرائيلية بالخطة المذكورة، قال كاتس "وصلنا الى المرحلة التي تسبق الحسم في المجلس الوزاري المصغر للحكومة الإسرائيلية الكابينت مع تأييد واسع جداً من الوزراء.
وأضاف "وصلنا إلى مرحلة كشفت فيها الخطة أمام العالم الذي يرى فيها خطة إيجابية، والعالم يكتشف أنه لا مصلحة لإسرائيل في حبس سكان غزة ولكن فقط الحفاظ على أمنها".
وحذر الوزير الإسرائيلي من أن إهمال الخطة ورفضها فسيكون هنالك بديل أسوأ وهو البديل الأوروبي الذي يقضي بإقامة ميناء ومطار بالقطاع رغماً عن "إسرائيل"، مشيراً إلى وجود مشروع قرار بين وزراء المواصلات بالاتحاد الأوربي لإقامة ميناء ومطار في غزة وان على "إسرائيل" استباق الأمور.
ونبه إلى وجود مصلحة إسرائيلية واضحة في تعميق الفصل بين الضفة وغزة قائلاً "يجب أن نفهم بان لدى اليمين في (إسرائيل) مصلحة واضحة بعدم حدوث مصالحة فلسطينية وتواصل بين الضفة وغزة".
وتابع أن "انفصال غزة عن الضفة لم يتم استغلاله حتى الآن، و(الرئيس محمود عباس) أبو مازن لا يتجرأ على الخروج ضد الفكرة لأنها تخفف من الحصار على القطاع ولكن مقربوه يقولون إنها وصفة لمنع قيام دولة فلسطينية واحدة مستقبلاً".
وواصل حديثه قائلاً " هنالك مصلحة استراتيجية هنا يجب أن نحققها وبدلاً من خيار فتح الممر الآمن الذي يقسم البلاد إلى قسمين في المستقبل فهناك فرصة للمبادرة لخطة تفصل الضفة عن غزة وتجد غزة متنفساً أمام العالم ويخلي طرفنا من المسئولية، والحديث هنا عن مكسب فقط".
وحول تمويل تكاليف هكذا مشروع ذكر كاتس أن "إسرائيل" لن ندفع أغورة واحدة بل سيأتي الدعم من الدول المانحة والدول العربية.
ويدور الحديث عن خطة بلورها "كاتس" عام 2011، لكن لم تحظ حتى الآن للتأييد الكافي في الحكومة، وهو يبحث حاليًا عن موافقات لها فأعاد طرحها في مؤتمر الأمن القومي بهرتسليا مؤخرًا.
وكانت مصادر أمنية إسرائيلية أكدت مؤخرًا أن الأمن الإسرائيلي داخل الغرف المغلقة يؤيد إنشاء ميناء بحري في غزة لـ "تنفيس الضغط وتخفيف الحصار".
ويدور الحديث مجددًا عن ميناء عائم يتم ربطه بغزة عبر جسر ويعمل عبر قوة دولية ومراقبة إسرائيلية، فيما سيكون مرتبطًا بميناء آخر بمدينة نيقوسيا بقبرص ويجري نقل البضائع لها بعد فحص دقيق هناك.
وكان شعب الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي حذرت مؤخرًا من انهيار قطاع غزة اقتصاديًا ومن الأثمان التي ستدفعها "إسرائيل" لقاء ذلك.