دعت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، إسرائيل إلى "استغلال" المرحلة الجديدة التي يمر بها الشرق الأوسط، والتي "تضع أمامه فرص سلام جديدة لم تكن موجودة من قبل"، على حد تعبيرها.
و قالت موغريني، في بيان صحفي، صدر عقب لقائها الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، في بروكسل اليوم الخميس، "إنها المرة الأولى التي يكون لدينا تعاون وثيق مع بعض الدول العربية (لم تسمها) الرئيسية في مجال الأمن في المنطقة، معتبرةً أن "ذلك (التعاون) يصب في مصلحة إسرائيل وشعبها، وعلينا جميعا استغلاله قبل فوات الأوان، ليس لضمان أمن إسرائيل وحسب، وإنما أمن المنطقة، وكذلك جزء من منطقة البحر الأبيض المتوسط التي نتشارك فيها".
و ذكرت موغريني، بأن الاتحاد الأوروبي يعمل مع شركائه الدوليين، الولايات المتحدة الأمريكية، والأمم المتحدة، وروسيا، ضمن "اللجنة الرباعية" التي ستصدر قريبا تقريرها، والذي من المأمول أن تحدد فيه القواسم المشتركة، وتمهد الطريق للتغلب على بعض العقبات التي تواجه المجتمع الدولي بشأن الأمن والسلام، على حد قولها.
وتشكلت "اللجنة الرباعية" في مدريد عام 2002، باقتراح من رئيس الوزراء الإسباني آنذاك، خوسيه ماريا أثنار، لمتابعة سبل حل القضية الفلسطينية، واتفاق أوسلو، وتطبيقاته على الأرض، وجاء اسمها نسبة لعدد الدول والمؤسسات المشاركة فيها، وهي الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا.
وأضافت موغيريني، "كما يعمل الاتحاد الأوروبي مع اللاعبين الإقليميين، والأصدقاء العرب، مثل مصر والأردن، لتفعيل مبادرة السلام العربية، لصالح الأمن، لأننا نعرف جيدا أن المسألة ليست فقط بين إسرائيل وفلسطين، فهي متعلقة كذلك ببقية العالم العربي، وهذه هي الفرصة التي على إسرائيل انتهازها".
وتطالب مبادرة السلام العربية، التي أقرها العرب في القمة العربية في بيروت عام 2002، بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية تكون عاصمتها القدس، وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين استنادا إلى قرار الأمم المتحدة 194.
كما أوضحت المسؤولة الأوروبية، أن الاتحاد يعمل كذلك مع الطرفين المعنيين مباشرة (الفلسطينيين والإسرائيليين)، وذلك من خلال دعوة الرئيسين (الفلسطيني) محمود عباس، و(الإسرائيلي) رؤوفين ريفلين، في نفس الوقت هنا في بروكسل، إيمانا منا بأننا يمكن أن نكون أصدقاء لإسرائيل ولفلسطين في الوقت نفسه، وهذا يتيح لنا أن نكون بناة الجسور.