طرحت أسئلة، في الايام الاخيرة، بشكل مكثف حول السلامة العقلية.
في القناة 10 مثلا حاولوا اقناع المشاهدين انه في اوساط المستوطنين ايضا يوجد عقلاء.
لم أكن لاذكر ذلك إلا لاعتقادي بأن اوشرات كوتلر تعتقد حقا مثل الكثير من اصدقائها في المعسكر غير العقلاني انه لا توجد طريقة اخرى للتعامل مع من يعيش في «يهودا» و»السامرة» او هضبة الجولان او القدس الشرقية.
ليس مفاجئا ان المتحدث باسم حزب العمل او بما يسمى «المعسكر الصهيوني»، عوفر نيومن، الذي هو ايضا بوق لاسحق هرتسوغ، يحمل الافكار ذاتها.
حسب رأيه فان المستوطنين سكنوا في الاماكن التي سكنوا فيها فقط من أجل الحصول على برك السباحة «التي بنيت على دم الأولاد الذين قتلوا»، وهذا اقتباس دقيق لأقواله ومن المؤسف ان هذا قد قيل، حيث إن اتهامات من هذا النوع هي جزء من الاحاديث اللاسامية. بنيت الايديولوجية النازية على اقوال من هذا النوع. الحاج امين الحسيني، مفتي القدس، تبناها عشية الحرب العالمية الثانية.
في الوقت ذاته سمعت أيضاً اعتذارات ضعيفة لكنها لم تبدُ حقيقية، خاصة بعد أن أعلن بأن بوجي وعد أبو مازن بما وعده، وان كان هذا صحيحا فما الغرابة، إذاً، بأن المتحدث باسمه مثل الاطفال الذين يرشقون الحجارة والزجاجات الحارقة على الحافلات في شارع 443؟
جزر من غسيل الدماغ سيطرت على اجزاء من المجتمع الاسرائيلي. هذا امر لا يصدق. فرضية أنه يمكن أخذ 700 الف يهودي وطردهم من بيوتهم من أجل اقامة دولة اخرى خالية من اليهود لاجل «الشعب الفلسطيني» هذا أمر لا يمكن تعريفه بوضوح.
لا أعرف اين يسكن الاثنان اللذان ذكرتهما، ولكنني متأكد ان بيتهم موجود هناك على اراضٍ احتلت في العام 1948، واذا كانت بيوتهم غير موجودة فقد تعلموا في مؤسسة موجودة على اراضي القرية العربية الشيخ مؤنس التي طرد سكانها من بيوتهم من أجل اخلاء المكان لجامعة تل أبيب.
وماذا بعد ذلك يا كوتلر ونيومن؟ من تريدون ان تطردوا في المرحلة القادمة من الترانسفير الكبير؟ سكان رمات افيف؟ الجالسين بمركز شوستر حيث يجتمع كل صباح يساريونا الاغبياء وغير العقلانيين من أجل النقاش حول مستقبل الفلسطينيين؟ سكان بيتح تكفا التي بنيت كافة بيوتها الجديدة على اراضي قرية فجة؟ سكان حيفا؟ سكان بئر السبع، هذه المدينة الرائعة التي احتلت في العام 1948 بأمر من بن غوريون؟ أم سكان ايلات التي بنيت على انقاض القرية العربية ام الرشراش؟
إن أخلاقكم المزدوجة ايها النرجسيون لا تعرف الحدود. فاذا كان لا يوجد لنا الحق في التواجد في غوش عصيون والخليل وبيت ايل أو في حارة اليهود والبلدة القديمة فلا يوجد لدينا أي حق في اقامة مبنى بلدية تل أبيب على اراضي العربي الذي هرب قبل سبعين عاما.
الشارع اوري تسفي غرينبرغ قال ذلك قبل سنوات طويلة. والاشخاص الذين يعانون من محدودية العقل من الافضل ان يفهموا بأن خطوة كهذه لن تنجح أبدا ولن تؤدي الى المصالحة والتهدئة أو أي شيء حتى في المعسكر المتبلبل لنيومن حيث كفوا عن الحديث بذلك.
إذا لم نردد بعض الحقائق الأساسية فان الهيكل الثالث سينهار أسرع بكثير مما يتمناه «المعسكر اللاصهيوني».
عن «معاريف»
-