فِريات الدم.. وفريات الماء!

Ben-dror-yemini001
حجم الخط

هنا وهناك نحن نعيش في الاوهام بالنسبة لابو مازن. فهو بالفعل الاكثر اعتدالا في صف القيادة الفلسطينية وهو بالفعل يعمل ضد حماس، ولكن هذا في الاساس كي يحافظ على حكمه وليس كي يدفع الى الامام السلام، المصالحة او التفاهم بين الشعبين. عمليا، احتل ابو مازن مكان عرفات: فهو لا يريد دولة فلسطينية، وليس له اي مصلحة في عمل اي شيء من أجل الفلسطينيين. لديه فقط مصلحة في الحاق الضرر بالكيان اليهودي.
يعرف ابو مازن بان العنف لن يحقق شيئا، وبالتالي فقد نقل الحرب ضد اسرائيل الى جبهة اخرى – جبهة التشهير ونزع الشرعية، حيث يعرف هناك كيف يجمع الكثير من المتعاونين في العالم. فقد نشرت الصحف البريطانية هذا الاسبوع الفرية عن «الوقف المكثف لضخ المياه للفلسطينيين في شهر رمضان»، بحيث اننا لا نلوم ابو مازن. فقد كرر امام البرلمان البريطاني بالضبط الفرية ذاتها. واذا كان مسموحا لـ «الغارديان» التزوير، فبالتالي مسموح لابو مازن الكذب.
وفي اثناء هذا الاسبوع خلطت وسائل الاعلام الفلسطينية بين أكاذيب يهودا شاؤول، من كبار رجالات «نحطم الصمت» بان قرية فلسطينية كاملة تم اجلاؤها لان المستوطنين سمموا شبكة المياه، وبين ادعاءات ممجوجة عن وقف توريد المياه، واضافت الى ذلك فتوى لم تكن على الاطلاق وليس لها اساس – واذا بنا نعود الى عهود فريات الدم، التي تتحول لتصبح فريات مياه. كيف يحصل ان يسكت العالم امام الموت المتوقع لالاف عديدة، تساءلوا هذا الاسبوع في القنوات الاعلامية للسلطة. انهم يلفقون فرية، ولا يفهمون كيف يسكت العالم.
وها هو ابو مازن ايضا ينضم الى هذا الهراء ويتحدث عن قتل شعب. منذ العام 1967 وحتى اليوم قتل بين 11 و 12 الف فلسطيني. هذا اقل بكثير مما يحصل كل شهر في سورية وفي العراق. ولكن من يهمه هذا. فهم مسموح لهم أن ينفذوا القتل الجماعي ضد أنفسهم.
ينبغي أيضا ابداء الملاحظة لايهود باراك، لنائب رئيس الاركان ولاخرين ممن وقعوا في حب الادعاءات عن «المانيا الثلاثينيات»، او «بوادر الفاشية». لقد كان محقا بوغي يعلون حين قال ان الحديث يدور عن الخطاب الاسرائيلي الهائج، ولكن التفسير في العالم – وليس فقط لدى ابو مازن – مختلف تماما. فهذا يفسر كتأكيد لادعاءات كارهينا عن الطبيعة الوحشية لاسرائيل. وعندما تكون ادعاءات بالفاشية، بالمانيا وبتسميم الابار في المعركة الاولى ضد اسرائيل فواضح انها ستجتاز تلاعبا هائلا لتصبح فريات نكراء لدى «الغارديان» وابو مازن في المعركة الثالثة.