يتوهم من يعتقد أن الأردن ليس في حالة حرب، مثله في ذلك مثل العديد من الدول العربية الشقيقة المبلية بالأصولية والتطرف والإرهاب، ونحن مثلهم وربما أقوى وأفضل من بعض الدول العربية، وربما أشد قسوة من بعضها الآخر، فالتطرف والأصولية والإرهاب، حالة سياسية عابرة للحدود، وتعبير عن فعل سياسي كامن أو مستورد، وانعكاس لمواقف سياسية متصارعة، والفروق بين البلدان العربية المبتلية بمظاهر وأحداث وأفعال التطرف والإرهاب، قد تكون فروقاً نوعية وقد تكون إجرائية، تكبر أو تصغر بالدرجة، ولكننا مثلهم في حالة حرب متقطعة الأحداث والوقائع، ومتصلة بالأهداف والمعطيات.
فمن الأردن خرج عبد الله عزام شيخ أسامة بن لادن مؤسس "قاعدة الجهاد"، ومن الأردن خرج أبو مصعب الزرقاوي قائد أبو بكر البغدادي مؤسس الدولة ومُعلن الخلافة، فأحزاب التيار الإسلامي تختلف بالأساليب والأدوات والوسائل فيما بينها ولكنها واحدة في المسعى والهدف وهو الوصول إلى السلطة على أنقاض ما هو قائم، سواء كانت حركة الإخوان المسلمين، أو أحزاب ولاية الفقيه، أو حزب التحرير الإسلامي، أو تنظيمي "القاعدة" و"داعش"، وجميعها تنظيمات عابرة للحدود، لا تقبل الآخر، ولا ترتضيه عقائدياً، وهذا ما حصل في غزة ومصر، وفي ليبيا وسورية واليمن والعراق، سواء وصلوا إلى السلطة عبر الانتخابات لمرة واحدة كما في غزة ومصر، ويعملون للوصول إلى السلطة عبر الكفاح المسلح في ليبيا وسورية واليمن، ويتصارعون في العراق ضد بعضهم البعض، أحزاب ولاية الفقيه ضد تنظيمي "القاعدة" و"داعش"، وكلاهما ضد الإخوان المسلمين، والنموذج الإيجابي الذي قدمته أحزاب التيار الإسلامي هو ما حصل في تونس والمغرب فقط.
والأردن في سبيل الحفاظ على أمنه الوطني يخوض حرباً عملية على جبهتين:
الأولى: عشرات محاولات التسلل عبر الحدود، تم إحباطها من قبل قوات حرس الحدود والقوات المسلحة وأكبرها ما جرى يوم 23/1/2016، في محاولة تسلل واختراق الحدود الأردنية السورية من قبل عشرات المسلحين، تم ضربهم وإحباط محاولتهم وسقط منهم العشرات صرعى مغامرتهم الكبيرة النوعية، بفعل يقظة الجيش العربي الأردني وحرس الحدود.
والثانية: حرب داخلية في مواجهة خلايا نائمة أو كامنة، نجحت في بعض الحالات الفردية كما حصل في معسكر الملك عبد الله للتدريب الدولي في الموقر يوم 9/11/2015، وكما حصل في البقعة يوم 6/6/2016، وهناك العديد من المحاولات الفاشلة التي تم إحباطها، كان أبرزها يوم 2/3/2016 في إربد حينما قتل سبعة من المسلحين، وتم اعتقال عشرين منهم قبل ساعات من وقت تنفيذ مخططهم الذي كان يستهدف مدينة إربد في الجامعة وشارع الجامعة ومراكز التسويق الكبيرة وعددا من المؤسسات الرسمية كالمحافظة والبلدية ومراكز الأمن.
نحن في حالة حرب نربح ونخسر، ضحاياها هم شهداء الواجب والوطن والأمن والحماية، وهم خسارة حقيقية لعائلاتهم ولنا، ولكنهم قدموا أرواحهم فداء للأردن وأمنه وحمايته، وقدموا خدمات وطنية معنوية وسياسية كبيرة وجليلة حصيلتها وحدة الأردنيين وتماسكهم ضد عدوهم المتمثل بالإرهاب والتطرف، هذا ما حصل يوم استشهاد معاذ الكساسبة، وهذا ما حصل يوم استشهاد راشد الزيود، وهذا ما حصل يوم سقوط شهداء مكتب مخابرات البقعة وهذا ما يحصل وسيحصل لدى سقوط الشهداء من أجل الأردن الواحد الموحد المستقر الذي نستحقه.
عملية الوصول إلى الموقع الأردني المتقدم في الركبان من قبل السيارة المفخخة على حدود شمال شرقي الأردن تمت بالتضليل والإيحاء وإيهام الجنود الشهداء أن السيارة، سيارة صديقة تحمل لاجئين سوريين فشكل ذلك مظلة تضليل للسماح لها نحو الوصول إلى القاعدة العسكرية الأردنية المتقدمة المعنية بتقديم التسهيلات للاجئين السوريين الغلابى وتم التعامل معها باعتبارها هدفاً ليس معادياً، وهي عملية لن تتكرر ولن يُسمح مرة أخرى لمظاهر التضليل، خداع قوات حرس الحدود والجيش المتقدمة، فالخطيئة في الحرب تتم لمرة واحدة لا تتكرر.
وطالما أن الأردن في حالة حرب، معلنة وغير معلنة، مستترة وغير مستترة، معارك متقطعة ومتصلة فهو يتلقى ضربات ويتم إفشال أغلبها، ما يدفع الحقد الكامن لدى قيادات تنظيمي "داعش" و"القاعدة"، لأن يتحركوا ويعملوا على الانتقام، بلا أي ضوابط من محرمات الحرب والخصومة والصراع، وما حصل يوم الثلاثاء الأسود 21/6 أن تم رداً على عمليات الفشل المتكررة التي مني بها تنظيما "القاعدة" و"داعش"، على أيدي القوات المسلحة وحرس الحدود، وعلى أيدي المخابرات والأمن الوقائي داخل الحدود.
شهداء الأردن من العسكريين والأمنيين هم شموع للأردنيين يُبددون عبر تضحياتهم ظلمة التضليل والوهم في إمكانية التعايش مع التطرف والإرهاب الأصولي، وعائلاتهم تدفع الثمن من أجل أن يبقى الأردن حصيناً موحداً أمناً مستقراً للأردنيين ورافعة مساندة للفلسطينيين في نضالهم ضد المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي وتطرفه العقائدي والسياسي والعنصري، وفي مواجهة إرهابه المنظم بالاستيطان وفي جعل الأرض الفلسطينية طاردة لأهلها، الأردن رافعة لفلسطين، كما هو للعرب كذلك، رغم إمكاناته المتواضعة، ولكنه قوي بتماسكه الوطني، وبخيار التعددية التي يملكها من أبناء الريف والبادية والمدن والمخيمات، وبفعل حكمة قيادته وسعه أفقها التي تقود المعركة باتزان وتوازن وبلا مغامرة، لهذا سيصمد وسينتصر.
فمن الأردن خرج عبد الله عزام شيخ أسامة بن لادن مؤسس "قاعدة الجهاد"، ومن الأردن خرج أبو مصعب الزرقاوي قائد أبو بكر البغدادي مؤسس الدولة ومُعلن الخلافة، فأحزاب التيار الإسلامي تختلف بالأساليب والأدوات والوسائل فيما بينها ولكنها واحدة في المسعى والهدف وهو الوصول إلى السلطة على أنقاض ما هو قائم، سواء كانت حركة الإخوان المسلمين، أو أحزاب ولاية الفقيه، أو حزب التحرير الإسلامي، أو تنظيمي "القاعدة" و"داعش"، وجميعها تنظيمات عابرة للحدود، لا تقبل الآخر، ولا ترتضيه عقائدياً، وهذا ما حصل في غزة ومصر، وفي ليبيا وسورية واليمن والعراق، سواء وصلوا إلى السلطة عبر الانتخابات لمرة واحدة كما في غزة ومصر، ويعملون للوصول إلى السلطة عبر الكفاح المسلح في ليبيا وسورية واليمن، ويتصارعون في العراق ضد بعضهم البعض، أحزاب ولاية الفقيه ضد تنظيمي "القاعدة" و"داعش"، وكلاهما ضد الإخوان المسلمين، والنموذج الإيجابي الذي قدمته أحزاب التيار الإسلامي هو ما حصل في تونس والمغرب فقط.
والأردن في سبيل الحفاظ على أمنه الوطني يخوض حرباً عملية على جبهتين:
الأولى: عشرات محاولات التسلل عبر الحدود، تم إحباطها من قبل قوات حرس الحدود والقوات المسلحة وأكبرها ما جرى يوم 23/1/2016، في محاولة تسلل واختراق الحدود الأردنية السورية من قبل عشرات المسلحين، تم ضربهم وإحباط محاولتهم وسقط منهم العشرات صرعى مغامرتهم الكبيرة النوعية، بفعل يقظة الجيش العربي الأردني وحرس الحدود.
والثانية: حرب داخلية في مواجهة خلايا نائمة أو كامنة، نجحت في بعض الحالات الفردية كما حصل في معسكر الملك عبد الله للتدريب الدولي في الموقر يوم 9/11/2015، وكما حصل في البقعة يوم 6/6/2016، وهناك العديد من المحاولات الفاشلة التي تم إحباطها، كان أبرزها يوم 2/3/2016 في إربد حينما قتل سبعة من المسلحين، وتم اعتقال عشرين منهم قبل ساعات من وقت تنفيذ مخططهم الذي كان يستهدف مدينة إربد في الجامعة وشارع الجامعة ومراكز التسويق الكبيرة وعددا من المؤسسات الرسمية كالمحافظة والبلدية ومراكز الأمن.
نحن في حالة حرب نربح ونخسر، ضحاياها هم شهداء الواجب والوطن والأمن والحماية، وهم خسارة حقيقية لعائلاتهم ولنا، ولكنهم قدموا أرواحهم فداء للأردن وأمنه وحمايته، وقدموا خدمات وطنية معنوية وسياسية كبيرة وجليلة حصيلتها وحدة الأردنيين وتماسكهم ضد عدوهم المتمثل بالإرهاب والتطرف، هذا ما حصل يوم استشهاد معاذ الكساسبة، وهذا ما حصل يوم استشهاد راشد الزيود، وهذا ما حصل يوم سقوط شهداء مكتب مخابرات البقعة وهذا ما يحصل وسيحصل لدى سقوط الشهداء من أجل الأردن الواحد الموحد المستقر الذي نستحقه.
عملية الوصول إلى الموقع الأردني المتقدم في الركبان من قبل السيارة المفخخة على حدود شمال شرقي الأردن تمت بالتضليل والإيحاء وإيهام الجنود الشهداء أن السيارة، سيارة صديقة تحمل لاجئين سوريين فشكل ذلك مظلة تضليل للسماح لها نحو الوصول إلى القاعدة العسكرية الأردنية المتقدمة المعنية بتقديم التسهيلات للاجئين السوريين الغلابى وتم التعامل معها باعتبارها هدفاً ليس معادياً، وهي عملية لن تتكرر ولن يُسمح مرة أخرى لمظاهر التضليل، خداع قوات حرس الحدود والجيش المتقدمة، فالخطيئة في الحرب تتم لمرة واحدة لا تتكرر.
وطالما أن الأردن في حالة حرب، معلنة وغير معلنة، مستترة وغير مستترة، معارك متقطعة ومتصلة فهو يتلقى ضربات ويتم إفشال أغلبها، ما يدفع الحقد الكامن لدى قيادات تنظيمي "داعش" و"القاعدة"، لأن يتحركوا ويعملوا على الانتقام، بلا أي ضوابط من محرمات الحرب والخصومة والصراع، وما حصل يوم الثلاثاء الأسود 21/6 أن تم رداً على عمليات الفشل المتكررة التي مني بها تنظيما "القاعدة" و"داعش"، على أيدي القوات المسلحة وحرس الحدود، وعلى أيدي المخابرات والأمن الوقائي داخل الحدود.
شهداء الأردن من العسكريين والأمنيين هم شموع للأردنيين يُبددون عبر تضحياتهم ظلمة التضليل والوهم في إمكانية التعايش مع التطرف والإرهاب الأصولي، وعائلاتهم تدفع الثمن من أجل أن يبقى الأردن حصيناً موحداً أمناً مستقراً للأردنيين ورافعة مساندة للفلسطينيين في نضالهم ضد المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي وتطرفه العقائدي والسياسي والعنصري، وفي مواجهة إرهابه المنظم بالاستيطان وفي جعل الأرض الفلسطينية طاردة لأهلها، الأردن رافعة لفلسطين، كما هو للعرب كذلك، رغم إمكاناته المتواضعة، ولكنه قوي بتماسكه الوطني، وبخيار التعددية التي يملكها من أبناء الريف والبادية والمدن والمخيمات، وبفعل حكمة قيادته وسعه أفقها التي تقود المعركة باتزان وتوازن وبلا مغامرة، لهذا سيصمد وسينتصر.