لعب تعاون أمريكا الجنوبية مع أمريكا الشمالية في تنظيم النسخة المئوية لبطولة كوبا امريكا لكرة القدم دورا بارزا في دخول المسابقة القرن 21.
وسيجمع نهائي هذه النسخة المقامة في الولايات المتحدة غدا الأحد بين الأرجنتين وتشيلي وهما من ثلاثة منتخبات هيمنت تاريخيا على اللعبة في أمريكا الجنوبية.
ونافس في النسخة الأولى التي اطلق عليها اسم بطولة أمريكا الجنوبية لكرة القدم منتخبات الأرجنتين والبرازيل وتشيلي وأوروجواي وأقيمت في بوينس ايرس عام 1916 وهو العام الذي تأسس فيه اتحاد كرة القدم في القارة.
وتعادلت أوروجواي مع الأرجنتين سلبيا في المباراة الحاسمة ومضت في طريقها لتحقق رقما قياسيا بفوزها باللقب 15 مرة بزيادة لقب واحد عن الأرجنتين صاحبة الرقم القياسي في عدد المشاركات في النهائيات برصيد 27 مرة.
ولم تقم البطولة بين 1967 و1975 وبعدها أقيمت بنظام الذهاب والعودة حتى تقرر عام 1987 استضافة البطولة بنظام المناوبة بين المنتخبات العشرة الأعضاء في الاتحاد القاري.
واستضافت الأرجنتين الفائزة بكأس العالم 1986 بقيادة دييجو مارادونا أول بطولة تضم عشرة منتخبات وخرجت من قبل النهائي بالخسارة 1-صفر أمام أوروجواي.
وهو نفس ما حدث مع الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي بعد 25 عاما في 2011 بالخسارة بركلات الترجيح في دور الثمانية أمام أوروجواي القوية بقيادة دييجو فورلان ولويس سواريز التي رفعت كأس البطولة للمرة 15 كصاحبة الرقم القياسي.
وشارك العديد من منتخبات القارة العشرة في البطولة وفازت بيرو وباراجواي بلقبها مرتين مقابل مرة واحدة لبوليفيا بين عامي 1939 و1979.
وبدأ هذا القرن بفوز كولومبيا باللقب لأول مرة في 2001 على أرضها بعد أن كادت البطولة أن تلغى بسبب مخاوف أمنية خلال واحدة من أسوأ سنوات العنف بين القوات الحكومية والمتمردين ومهربي المخدرات.
وكان منتخب الأرجنتين بقيادة المدرب مارسيلو بيلسا والمهاجم جابرييل باتيستوتا من المرشحين للقب قبل اتخاذ قرار بعدم المشاركة لكنهم عانوا من نتائج مخيبة في كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان بعدها بعام واحد وخرجوا من الدور الأول.
وفي الوقت الذي غابت فيه الأرجنتين عن بطولة تنافسية مهمة عانت البرازيل وودعت كوبا أمريكا من دور الثمانية قبل أن تعيد تنظيم صفوفها تحت قيادة لويز فيليبي سكولاري وتفوز بلقبها الخامس في كأس العالم عام 2002.
وجاء الفوز الأخير للأرجنتين باللقب في الإكوادور عام 1993 في أول بطولة يزيد فيها عدد المنتخبات المشاركة إلى 12 فريقا مع دعوة منتخبين من اتحاد دول أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف) إذ كانت المكسيك منافسها في النهائي.
وحصدت البرازيل خمسة من ألقابها الثمانية بين عامي 1989 و2007 إذ فازت على الأرجنتين الطرف الأفضل في نهائي عامي 2004 و2007 لتترك لاعبين مثل ميسي وأنخيل دي ماريا وخافيير ماسكيرانو يطاردون لقبهم الأول الكبير.
وأنهت تشيلي -بقيادة أفضل أجيالها الذي يضم أرتورو فيدال واليكسيس سانشيز- 99 عاما من الانتظار لتتوج بأول ألقابها العام الماضي على أرضها بالفوز على الأرجنتين بركلات الترجيح في سانتياجو.
وسيحمل الفائز بلقب النسخة المئوية لكوبا أمريكا كأسا جديدة مميزة للنسخة 45 من البطولة