سادت حالة من التخبط في الأوساط الإسرائيلية إثر الإعلان عن نتائج الاستفتاء البريطاني الذي جاء مفاجئًا بعض الشيء على حد وصف مراقبين اسرائيليين. وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الإسرائيليين منقسمون حول نتائج الاستفتاء، فاليمين الإسرائيلي يؤيد الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، بينما أعرب اليسار الإسرائيلي عن تخوفه من انسحاب بريطانيا .
وتحدثت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليسارية عن التداعيات المحتملة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كان من أقرب أصدقاء إسرائيل، وكان يعارض خروج بلاده من الاتحاد، لأنه كان على قناعة بأن بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي يمكنها من دعم إسرائيل وصد المبادرات المتطرفة ضدها ، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه بدون بريطانيا في الاتحاد، فإن إسرائيل خسرت دولة صديقة داخل القارة العجوز ونقلت هاآرتس عن مصادر سياسية يسارية تخوفها من احتمالات انفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة، والتي تعتبر جزءًا من الدول الأربع المكونة وتنضم للاتحاد الأوروبي كدولة مستقلة، ووقتها ستكون دولة صديقة لإسرائيل قد خرجت، فيما انضمت إليه دولة مؤيدة للفلسطينيين.
لكن هناك رأي متناقض تماما من جانب اليمين الإسرائيلي، حيث أكدوا أنه على الرغم من الأزمات السياسية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة على إسرائيل، فإن هناك احتمالات أن تحذو دول أخرى حذو بريطانيا، وتخرج من الاتحاد الأوروبي، ما يعني أن الأخير سيعاني الضعف والتراجع، وهو ما يمكن ترجمته عمليا إلى رفع ضغوط دبلوماسية كبيرة يمارسها الاتحاد ضد حكومة نتنياهو، ولا سيما بشأن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيصب في صالح إسرائيل، لأن بريطانيا ستكون بمعزل في سياساتها عن أوروبا. وأضافت «قد صفق الاتحاد الأوروبي للرئيس الفلسطيني محمود عباس عند اتهامه لإسرائيل بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين ومن ثم، فإن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي سيكون بالأمر الجيد لإسرائيل».
وكانت منظمة «رغفيم» الاستيطانية قد شنت حملة إعلامية في الأسبوع الماضي للضغط على بريطانيا للانفصال عن الاتحاد الأوروبي، زاعمة أن الاتحاد الأوروبي يتعامل بطريقة غير سليمة مع إسرائيل.