إعلاميون وسياسيون سعوديون يرفضون ما طالبت به السلطة الفلسطينية

عباس
حجم الخط

رفض إعلاميون وسياسيون سعوديون ما طالبت به السلطة الفلسطينية  للدول العربية بالضرب بيد من حديد على أي جهة تخرج عن الشرعية في أي قُطر عربي بدءاً بفلسطين.

وكان الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" قد دعا لتدخل عربي لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وقد قوبلت تصريحاته بقراءات متباينة في الأوساط الفلسطينية، رأت فيها حركة حماس دعوة لتكرار تجربة التدخل في اليمن، فيما سارع مقربون من الرئيس إلى رفض هذا التفسير.

رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية بجدة، أنور عشقي، قال أنّ ما يجري في فلسطين مختلف عمّا يجري في اليمن ضد الحوثيين، موضحاً أنه: "لا يجوز أن نعزز الانشقاق بين الفلسطينيين، بل يجب وضع خطة أو مبادرة لتجمع جميع الأطراف، وتتفاهم على صيغة سياسية محددة، مشدداً على أنّ الوضع الفلسطيني يحتاج إلى جمع الكلمة ورصف الصفوف وتوحيد المواقف".

ويضيف: السعودية ودول التحالف المشاركة بالعملية العسكرية ضد الحوثيين لم تستخدم القوة في بداية الأمر، بل لجأت إلى الخيار السلمي، وحاولت عن طريق المفاوضات والخيارات السياسية حل المشكلة اليمنية، وبعد إصرار ما وصفها بـ"الفئة الباغية"، ويقصد بها "الحوثيين"، على موقفها؛ أدى ذلك إلى ضرورة التدخل العسكري، متابعاً بالقول: إنّهم يأتمرون بأوامر خارجية ممثلة بإيران. مشدداً على أنّ هذا الأمر لا يمكن تطبيقه على حركة "حماس"، وأنه لا بد من الحوار وإجراء المفاوضات حتى إن كان هناك تشدد في المواقف لدى الحركة، إلا أن خيار الحوار هو سيد الموقف، على حد تعبيره.

ويضيف عشقي قائلاً: "عندما كنت في زيارة، الأسبوع الماضي، إلى رام الله والقدس والخليل، وجدت روحاً طيبة وتعاوناً من قبل جميع الفصائل الفلسطينية لاحتواء بعضها بعضاً، ومن ضمنها حركة حماس والجهاد الإسلامي، فهؤلاء جميعاً يريدون بناء دولتهم وبلدهم على أساس التعاون والتعددية السياسية"، ملمحاً إلى أنّ التحالف العربي والإسلامي يكون مخصصاً لحماية الأمن العربي من العدوان الخارجي والداخلي.

وأشار إلى أنّ لقاءات جمعته مع قادة ورموز بـ"حماس" أكدت رغبتهم في الحوار وإبداء المرونة تجاه مواقفهم، مشدداً على أن يكون الحوار هو الخيار الأساس في معالجة الوضع الفلسطيني.

من جهته؛ رفض الكاتب والإعلامي السعودي "قينان الغامدي"،القياس في المواقف بين حركة "حماس" و"الحوثيين" غير صحيح، موضحاً هو الآخر أن جماعة "الحوثي" أداة إيرانية في المنطقة، ويتم استخدامها كمخلب إيراني لإرهاب وضرب الأمن العربي.

وقال  أنّ الخلاف مع "حماس" يجب أن يحلّ فلسطينياً بعيداً عن التدخلات العربية، لافتاً إلى ضرورة اللجوء إلى طاولة الحوار والمفاوضات.

وأضاف بالقول: "لا يمكن اختزال ما يحدث في اليمن بخلاف سياسي يحدث بين تيارين، فالمطامع الفارسية في المنطقة هي السبب الأبرز للتدخل العربي في اليمن، ما استوجب استخدام القوة العسكرية وقطع الأيادي الإيرانية التي تهدد العالم العربي".

أما الإعلامي السعودي المعروف، المدير العام لقناة "العرب" الإخبارية، جمال خاشقجي، فقال "من انقلب على من؟ هل غزة أم الضفة؟!"، مؤكداً أنّ المخرج من الوضع الفلسطيني هو التركيز على إجراء انتخابات جديدة لتوحيد ورصف الصف الفلسطيني.

يشار إلى أنّ البيان الختامي للقمة العربية الـ26، التي اختتمت أعمالها في مدينة شرم الشيخ المصرية، أقرت بتشكيل قوة عربية عسكرية مشتركة "لمواجهة التحديات وصيانة الأمن القومي العربي".

وكان الرئيس عباس قد وصف التدخل العربي في اليمن بأنه "مقبول ومستحسن". وقال: "إن هناك قضايا أخرى وبلداناً أخرى، وإن الفلسطينيين أول من عانوا من الانقسام".