من منا يستطيع التخلي عن ارتداء بناطيل الجينز؟! فهي توفر الراحة لمرتديها، بالإضافة إلى عدم الحاجة إلى كثير من الاعتناء كباقي الأنواع من الأقمشة، كما أنها تتناسب مع العديد من المناسبات وتعتبر من الملابس سهلة الارتداء والتي تتوافق مع كثير من قطع الملابس الأخرى.
وتمتلئ خزانات الملابس بمختلف أشكال وألوان بناطيل الجينز، ولا بد أنك لاحظت وجود أزرار معدنية صغيرة تشبه المسامير على جانبي جيوب بنطال الجينز، لكن هل تساءلت يوماً عن سبب وجود هذه الأزرار؟ وما هي الفائدة المرجوة منها؟ وهل هي مجرد موضة، أم أن هناك سبباً آخر يدفع المصانع لتزويد السراويل بهذه الأزرار؟
تعرّف معنا على سر وضع هذه الأزرار حسبما ورد في موقع The Independent.
بنطلون جينز وسر الزارير المعدنية الصغيرة
SocioBar
لا شك أن هذه الأزرار لم توضع في مكانها بدون سبب، وترجع قصة وجودها إلى وقت انتشار ارتداء بناطيل الجينز وسط الطبقة العاملة في أوروبا والتي كانت تقوم بالأعمال شاقة أو الأعمال البدنية.
وكان العمال يشتكون من تمزق جيوب بنطلون الجينز بسرعة كبيرة؛ نظراً لقيامهم بحركات شاقة طوال اليوم، فقرر منتجو الجينز استخدام الأزرار الثابتة لضمان عدم تمزق الجيب بسهولة وحتى تضمن له ثباتاً كبيراً.
Flickr / Rohit Gowaikar
وفي عام 1873 عرض الخياط Jacob Davis فكرة رائعة على شركة Levi Strauss الأميركية المعنية بمعالجة هذا العيب في جيوب سراويل الجينز، والفكرة كانت عبارة عن وضع أزرار نحاسية على حواف الجيوب لمنع تمزق الجيوب مهما تحرك مرتدو بنطلون الجينز، ليستمر وجود هذه الأزرار حتى الآن.
أراد Jacob Davis أن يحصل على براءة اختراع لهذه الفكرة لكنه لم يكن يمتلك ما يكفي من المال، لذلك قامت شركة Levi Strauss بعرض صفقة عليه للحصول على براءة الاختراع.
ومنذ ذلك الحين ما زال منتجو الجينز يتبعون هذا التقليد، واستمرت تلك الأزرار المعدنية على جيوب الجينز إلى يومنا هذا، بالرغم من أن ارتداء الجينز لم يعد قاصراً على الطبقة العاملة، حيث يرتديه في وقتنا الراهن جميع طبقات المجتمع، والرجال والنساء والأطفال، وليس العمال فقط.
وبالمناسبة إذا كنت تتساءل أيضاً عن سبب تواجد الجيب الصغير الجانبي في بناطيل الجينز، فطبقاً لموقع The Independent فإنه هذا الجيب صُمم خصيصاً لوضع ساعة الجيب التي كانت منتشرة في الماضي باسم Cowboys pocket watches، واستمر أيضاً هذا الجيب الصغير حتى يومنا هذا.