روى لي رئيس الوزراء الراحل، مناحم بيغن، في حينه أن اللحظة الاصعب في منصبه هي عندما يجلس رئيس "الموساد" أمامه في الغرفة وليس بينهما سوى مسجل الصوت.
"وأنا مطالب بأن أقر، أؤجل أو الغي عملية سرية في دولة عدو. أعرف أن هذا قرار من شأنه أن يحسم حياة الأنسان. في تلك اللحظة لا يمكن لاحد أن يساعدني. وأنا ملزم بأن أقرر بنفسي".
النجاح والفشل سيسجلان دوما على اسم القائد. في حالة الفشل من حق الجمهور أن يحاسب صاحب القرار. في حالة الاتفاق مع تركيا، مثلما ايضا القرار بالسيطرة على مرمرة – كل المسؤولية ملقاة على كاهل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
لقد كان لرئيس الوزراء صلاحيات كاملة لان يرسل في ايار 2010 مقاتلي الوحدة البحرية 13 لمنع عبور السفن من تركيا، والتي حاولت اختراق الحصار على قطاع غزة.
والان ايضا، بعد مفاوضات طويلة – او للدقة حملة الاهانة من جانب تركيا – قرر نتنياهو الاستسلام لكل المطالب التي طرحها عليه اردوغان، وتبني الاتفاق. هذا حقه. هو رئيس الوزراء.
ولكن من حق الاسرائيليين أن يطالبوا نتنياهو بالشروحات. من حقهم أن يتوقعوا منه أن يتحمل المسؤولية عن قراراته.
عشية السيطرة على مرمرة لم يُجرَ لدى نتنياهو والكابنت فحص لبدائل اخرى لوقف السفن التركية. فهل الامر الذي صدر لمقاتلي الوحدة البحرية لتنفيذ اعتقال عنيف كان القرار السليم؟ يبدو أننا لن نعرف أبدا.
مهما يكن من أمر، فقد طلب اردوغان اعتذارا، دفعا لعشرات الملايين من الدولارات كتعويض للعائلات في تركيا ممن قتل اقرباؤها اثناء السيطرة، رفع الحصار عن غزة، وجملة اخرى من المطالب.
وبسبب معارضة وزير الدفاع السابق، موشيه بوغي يعلون، وأفيغدور ليبرمان الذي رفع اعتراضه في اطار الاتفاق الائتلافي، تردد نتنياهو في اتخاذ القرار الى هنا او هناك. حتى اليوم.
يتفطر القلب عند سماع تسور غولدن، شقيق هدار التوأم، الذي قال، أول من أمس، انه على مدى سنتين وعدهم نتنياهو ان يدرج في كل اتفاق مع تركيا اعادة الجثامين التي توجد لدى "حماس". وقد صدقوا نتنياهو، الرجل الذي كلمته ليست كلمة، ولوعوده لا يوجد اساس في الواقع.
نتنياهو، الذي علمنا بأنه محظور الاستسلام لـ "الارهاب"، هو الذي اعاد جلعاد شاليت مقابل تحرير مئات القتلة، الذين أقام واحد منهم فرع "حماس" في اسطنبول، كما لا بد ان نرى كم يساوي الوعد التركي بمنع أعمال "الارهاب" من اسطنبول.
لقد سار اردوغان الى اللقاء، أول من أمس، مع خالد مشعل. "حماس" يمكنها أن تكون هادئة.
نتنياهو يتعاون مع اردوغان، الذي يتباهى بأنه مدافع ومنقذ للشعب الفلسطيني بقيادة "حماس"، ويتيح اعادة بناء القطاع بالتخطيط وبتوريد العتاد.
لا يقل سخافة ما قيل في محيط نتنياهو عن حلف جديد آخذ في التشكل مع تركيا. هذا ببساطة غير صحيح. فاسرائيل توجد في تضارب مصالح استراتيجي مع الاتراك، الذين تورطوا مع الاميركيين، مع السوريين، مع المصريين ومع كل من هب ودب.
أردوغان لن يتراجع عن نيته الوقوف على رأس الكتلة الاسلامية الاكثر "تطرفا"، المكان الذي ليس فيه لاسرائيل حق وجود.
وبالطبع، الفرضية الهاذية بأن الاتفاق سيسمح لنا بتصدير الغاز عبر انبوب يمر في تركيا. طوبى للمؤمنين.
مناحم بيغن اتخذ قرارات مصيرية. وقف خلفها وحكم على نفسه بالمنفى. ماذا سيفعل نتنياهو؟ انتم تقررون. خسارة فقط ان عائلات الجنود الذين بعث بهم الى غزة صدقوه.
"وأنا مطالب بأن أقر، أؤجل أو الغي عملية سرية في دولة عدو. أعرف أن هذا قرار من شأنه أن يحسم حياة الأنسان. في تلك اللحظة لا يمكن لاحد أن يساعدني. وأنا ملزم بأن أقرر بنفسي".
النجاح والفشل سيسجلان دوما على اسم القائد. في حالة الفشل من حق الجمهور أن يحاسب صاحب القرار. في حالة الاتفاق مع تركيا، مثلما ايضا القرار بالسيطرة على مرمرة – كل المسؤولية ملقاة على كاهل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
لقد كان لرئيس الوزراء صلاحيات كاملة لان يرسل في ايار 2010 مقاتلي الوحدة البحرية 13 لمنع عبور السفن من تركيا، والتي حاولت اختراق الحصار على قطاع غزة.
والان ايضا، بعد مفاوضات طويلة – او للدقة حملة الاهانة من جانب تركيا – قرر نتنياهو الاستسلام لكل المطالب التي طرحها عليه اردوغان، وتبني الاتفاق. هذا حقه. هو رئيس الوزراء.
ولكن من حق الاسرائيليين أن يطالبوا نتنياهو بالشروحات. من حقهم أن يتوقعوا منه أن يتحمل المسؤولية عن قراراته.
عشية السيطرة على مرمرة لم يُجرَ لدى نتنياهو والكابنت فحص لبدائل اخرى لوقف السفن التركية. فهل الامر الذي صدر لمقاتلي الوحدة البحرية لتنفيذ اعتقال عنيف كان القرار السليم؟ يبدو أننا لن نعرف أبدا.
مهما يكن من أمر، فقد طلب اردوغان اعتذارا، دفعا لعشرات الملايين من الدولارات كتعويض للعائلات في تركيا ممن قتل اقرباؤها اثناء السيطرة، رفع الحصار عن غزة، وجملة اخرى من المطالب.
وبسبب معارضة وزير الدفاع السابق، موشيه بوغي يعلون، وأفيغدور ليبرمان الذي رفع اعتراضه في اطار الاتفاق الائتلافي، تردد نتنياهو في اتخاذ القرار الى هنا او هناك. حتى اليوم.
يتفطر القلب عند سماع تسور غولدن، شقيق هدار التوأم، الذي قال، أول من أمس، انه على مدى سنتين وعدهم نتنياهو ان يدرج في كل اتفاق مع تركيا اعادة الجثامين التي توجد لدى "حماس". وقد صدقوا نتنياهو، الرجل الذي كلمته ليست كلمة، ولوعوده لا يوجد اساس في الواقع.
نتنياهو، الذي علمنا بأنه محظور الاستسلام لـ "الارهاب"، هو الذي اعاد جلعاد شاليت مقابل تحرير مئات القتلة، الذين أقام واحد منهم فرع "حماس" في اسطنبول، كما لا بد ان نرى كم يساوي الوعد التركي بمنع أعمال "الارهاب" من اسطنبول.
لقد سار اردوغان الى اللقاء، أول من أمس، مع خالد مشعل. "حماس" يمكنها أن تكون هادئة.
نتنياهو يتعاون مع اردوغان، الذي يتباهى بأنه مدافع ومنقذ للشعب الفلسطيني بقيادة "حماس"، ويتيح اعادة بناء القطاع بالتخطيط وبتوريد العتاد.
لا يقل سخافة ما قيل في محيط نتنياهو عن حلف جديد آخذ في التشكل مع تركيا. هذا ببساطة غير صحيح. فاسرائيل توجد في تضارب مصالح استراتيجي مع الاتراك، الذين تورطوا مع الاميركيين، مع السوريين، مع المصريين ومع كل من هب ودب.
أردوغان لن يتراجع عن نيته الوقوف على رأس الكتلة الاسلامية الاكثر "تطرفا"، المكان الذي ليس فيه لاسرائيل حق وجود.
وبالطبع، الفرضية الهاذية بأن الاتفاق سيسمح لنا بتصدير الغاز عبر انبوب يمر في تركيا. طوبى للمؤمنين.
مناحم بيغن اتخذ قرارات مصيرية. وقف خلفها وحكم على نفسه بالمنفى. ماذا سيفعل نتنياهو؟ انتم تقررون. خسارة فقط ان عائلات الجنود الذين بعث بهم الى غزة صدقوه.