أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية إخراج حوالي ألفي شخص من سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق باتجاه أحد الأحياء المجاورة، وذلك بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على أجزاء واسعة من المخيم إثر هجوم بدأه الأربعاء الماضي.
وقال رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق، أنور عبد الهادي، لوكالة فرانس برس إننا 'فتحنا معبرا آمنا من بيت سحم والبلدية وتمكنا عبرهما من إخراج نحو 400 عائلة يمثلون نحو ألفي شخص من مخيم اليرموك في اليومين الأخيرين' لافتا إلى 'إيداع السكان في مراكز إيواء في منطقة الزاهرة المجاورة'.
شهادة حية من المخيم: اليرموك فكرة... والفكرة لا تموت
وكتب الشاب عبد الله الخطيب، من مخيم اليرموك، على حسابه في فيس بوك أمس السبت أن 'مجموعات الأكناف الأخيرة ما زالت تقاتل على حدود الخلفية لشارع لوبية في وجه دواعش العصر… ولا يمكن تأكيد أو نفي تدخل الفصائل الفلسطينية بشكل مباشر إلى الآن إلى جانب الأكناف”.
وتابع: “الوضع الطبي والإغاثي كارثي والقصف عنيف وغارات للطيران. اشتباكات عنيفة على محيط المخيم بين الدواعش وفصائل المعارضة السورية والمهمة صعبة بسبب تلغيم المحيط وقنص الشوارع. النصرة وداعش محضرين للمعركة من شهرين مستغلين إنشغال الفصائل بالقتال على الجبهات”.
وأوضح الخطيب أن “خروج أغلب الناشطين المطلوبين لداعش من المخيم إلى يلدا وهم بخير ومحاولات لإخراج البقية. وانتهت أمس الجولة الأخيرة من المفاوضات مع الدواعش لإخراج المحاصرين من المسلحين ومدنيين بالمربع الأخير . وفشلت المفاوضات نتيجة طلب النصرة تسليم عناصر الأكناف وخروج 6 قيادات فقط منهم وتسليم سلاحهم ومقراتهم بشكل كامل ومنها مشفى الدوار. الكلام أكيد، أنا فاوضت وأجريت المحاولة الأخيرة بموافقة جميع الأطراف. وجاء الرد من قيادة الأكناف: فلتكن مقتلة لن نستسلم”.
وخلص الخطيب إلى القول: “أخيرا نحن لسنا أبطال ولا مغاوير… إلخ. الأبطال هم الصامدين بالمربع الأخير. اليرموك فكرة... والفكرة لا تموت”.
وفي وقت سابق من اليوم، قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اليوم الأحد، إن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة السورية دمشق، يعاني من حروب واعتداءات لا علاقة للاجئين بها، لكنهم يدفعون ثمن هذه الصراعات.
وأكد “أننا لا نتدخل بشؤون أحد ولا نريد أن يتدخل أحد بشؤوننا، فنحن لا علاقة لنا بما يجري في سوريا من قتال داخلي”، مشيرا إلى أن مخيم اليرموك كان آمنا مطمئنا، لأننا لا نتدخل مع هذه الجهة أو تلك.
وجاءت تصريحات عباس خلال افتتاح حديقة الإرسال، في قلب مدينة البيرة على مساحة 150” دونما، وقال إننا ندعو الذين يريدون إقحامنا بهذه الصراعات الابتعاد عنا، فكفانا تعبا وحربا في كل مكان”، مؤكدا العمل على إيجاد حلّ يحمي سكان المخيم من مأساة لا ذنب لهم فيها.