"الفلسطينيون لاجئون من القمر"

سامي القيشاوي
حجم الخط

اليوم الثلاثاء وصل منقذ البشرية الى غزة , وصل السيد بانكي مون الأمين العام للأمم المتحدة الى المدينة المحاصرة الى غزة عن طريق معبر ايرز الحدودي , هذا المعبر الذي يعبر بمعناه وبهيئته الفصل العنصري المطبق من الناحية الاسرائيلية التي اصبحت وبتصويت عربي ودولي رئيسة اللجنة القانونية للأمم المتحدة والمرشحة اصلاً من دول عربية واوروبية امريكية لعضوية مجلس الأمن الدولي .

الأمين العام للأمم المتحدة دخل غزة وهو يرتدي هو ومرافقيه ملابس واقية من الرصاص وكأنه داخل الى الفلوجة, هذا لأكتمال المشهد على ان غزة بها فلتان أمني او ما شابه ذلك.

ليس هذا المهم , المهم ياسادة ان السيد بانكي مون من المقرر ان يقوم بزيارة بعض مدراس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بغزة, واحدى هذه المدراس مرسوم على واجهتها خريطة لفلسطين التاريخية , فقامت ادارة المدرسة بتغطية هذه الخريطة بستارة بيضاء حتى لا يرى الأمين العام هذه الخريطة ويغضب على الادارة وعلى كل من هو موجود في قيادة الاونروا الأجانب والفلسطينيين ,كيف يرضي اي فلسطيني بهذا العمل المستهجن..!!

هل نحن لاجئون من القمر أم من جزر البحر المتوسط , نحن لاجئون فلسطينيون واعترفت بنا الامم المتحدة.

وكونت لنا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اي نحن لاجئون من فلسطين وليس من السنغال وبالتالي هذه الخارطة هي خارطة الوطن الذي هجرنا منه , يا بانكي مون ويا ادارة الاونروا و يا ادارة المدرسة كان الاجدر بإدارة المدرسة التي تضم بين ثناياها آلاف الطلبة الفلسطينيون اللاجئون , ان لا تقوم بهذا العمل حتى لو اضطر الامر الى الاستقالة الجماعية من المدرسة وكان الأجدر على المراتب العليا في الاونروا الفلسطينية منهم ان لا يقبلوا بذلك لأنهم موظفون تابعون للأمم المتحدة ولأنهم اصلاً لاجئون فلسطينيون هجروا من فلسطين التي تم تغطية خارطتها عن مديرهم السيد الأمين العام للأمم المتحدة.   

هل لهذا الحد وصل بنا الحال ..نحن أكثر شعب في العالم يعتز بخارطة وطنه السليب , فلا يخلو بيت في فلسطين وخارج فلسطين وكل فلسطيني في هذا العالم من خارطة فلسطين , اذا كانت في البيت أم من خلال سنسال في الصدور أو ميدالية في مفاتيح سيارة أو على مدخل كل مخيم.

خارطة فلسطين رمز لجوئنا ورمز ثورتنا ورمز شهدائنا ورمز حياة الشعب الفلسطيني , فلا يجب حجب النور عنها.

فليذهب بانكي مون الى الجحيم هو ومن معه ونبقي خارطة فلسطين شامخة فوق المدراس والمساجد وفوق كل مؤسساتنا الوطنية.