طالبت تركيا بتوضيحات من السفير التونسي حول تصريح وزير الخارجية التونسي التي دعا فيها أنقرة إلى بذل جهود أكثر لمنع المسلحين التونسيين من التسلل إلى سوريا، تصريحاتٌ دفعت بالمراقبين إلى الحديث عن أزمة دبلوماسية وشيكة بين البلدين.
والتصريحٌ لوزير الخارجية التونسي الطيب البكوش يدعو فيه تركيا إلى تحمل مسؤولياتها حيال تسلل إرهابيين تونسيين إلى سوريا عبر أراضيها، يثير حفيظة أنقرة لتطلب توضيحاتٍ من السفير التونسي. وهناك، بوادر أزمةٍ دبلوماسيةٍ بين البلدين تتزامن مع تقاربٍ بين تونس ودمشق.
الدبلوماسية التونسية قد تعيد ترتيب بيتها من جديد، بعد تغيير رأس السلطة في تونس.
يقول نصر الدين بن حديد الصحفي والمحلل السياسي "الباجي قايد السبسي وحكومته لا يخفي عدم رضاه عن السياسة التركية، ومن ثم هذه الحكومة بين أمرين، إما محاولة إيجاد قدم ضمن الخارطة الإقليمية الدولية وإما تصفية الحسابات الداخلية في الساحة السياسية".
العلاقة بين أنقرة وتونس مرت بمرحلة تقاربٍ لا سيما في فترة حكم الإسلاميين في تونس، تقاربٌأيديولوجي آنذاك كانت أولى ثماره تنظيم تونس لما يعرف بمؤتمر "أصدقاء سوريا" فضلاً عن تعاونٍ اقتصادي وإنمائي، سرعان ما تغيرت المعادلة السياسية في تونس، ليفتح ملف المقاتلين التونسيين المتسللين من تركيا إلى الأراضي السورية، ملفٌ يؤرق السلطات التونسية المطالبة بتحمل كل القوى الإقليمية مسؤلياتها لمنع عبور الإرهابيين التونسيين.
يقول نجم الدين العكاري رئيس تحرير جريدة الأنوار "تركيا مطالبة بتضييق الخناق على الشباب التونسي والمساهمة في الجهود العالمية للحرب على الإرهاب، باعتبار أن آلاف التونسيين عبروا إلى سوريا وشاركوا في الأعمال الإرهابية، عن طريق مرورهم من تركيا".
بوادر أزمةٍ دبلوماسيةٍ تلوح في الأفق بين أنقرة وتونس، والجدية في مكافحة الإرهاب ومحاربة الإرهابيين قد تكون المحدد الأساسي للسياسة الخارجية التونسية الجديدة.