أخطر ما فى الاتهامات الموجهة لهيلارى كلينتون هذه المرة أنها واضحة مقترنة بوقائع محددة، وأن مصدر الاتهام معلوم،
وأنه بحجم دونالد ترامب الذى بات يستمد أهميته الراهنة من الاتفاق على أنه صار مرشحاً منافساً قوياً على منصب الرئيس الأمريكي، كما أنه وجَّه اتهاماته فى خطاب علنى لعموم الشعب الأمريكى ومنه إلى العالم أجمع! وكل هذا يُضفِى جدية على نفس الاتهامات التى لم تحظ بأهمية فيما سبق، عندما كانت تدور على الإنترنت، بسبب إخفاء المصادر وحجب بعض التفاصيل المهمة.
ألقى ترامب منذ أيام اتهاماته القوية التى قد لا يقبلها العرف الأمريكى الذى يتسامح عن التجاوزات فى حُمَّى المعركة الانتخابية. ولكن ما الذى يجعل هيلارى تتسامح مع اتهامات لا تقف عند التشكيك فى الكفاءة، ولكنها تطعن بكل سفور فى الذمة المالية، وتذكر حالات بعينها، وتنسب لها أنها تحصلت منها على ملايين الدولارات، مع تفاصيل توحى بدقة المعلومات، وتهم أخرى تتحدث عن استغلال للنفوذ من أجل تحقيق مكاسب مادية وقبول هدايا فخمة، لاتخاذ قرارات تفيد من يدفعون على حساب مصالح الأمريكيين..إلخ. وكل هذا مهم وإن كان يستحق سياقات أخري.
أما ما يعنينا الآن، فهو تحميل هيلارى المسئولية، عندما كانت وزيرة للخارجية، لتبنيها خيار الإسلام السياسى فى منطقتنا، مما ترتب عليه، كما يقول ترامب، تفضيلها حكم جماعة الإخوان على حساب نظام مبارك الذى كان صديقاً ملتزما باتفاقية السلام مع إسرائيل.
تأتى العبارة الأخيرة وسط سيل من التفاصيل عن دول المنطقة، ولكنها تستحق التوقف فى مصر حتى نفضّ تفاصيلها المهمة، خاصة: كيف كان يجرى التنسيق بين هيلارى والإخوان، ومن كان يمثلهم، وماذا كانت التزاماتهم، وبماذا وعدتهم هيلاري، وماذا حدث بعد أن أصر الشعب على الإطاحة بحكمهم، وأين أصابع أمريكا فى عبث المؤسسات الدولية التى ما عاد لها عمل إلا انتقاد ما يحدث فى مصر..إلخ
عن الاهرام