لا تزال قرية مجد الكروم تعيش حالة من الصدمة والحزن الشديد في أعقاب جريمة قتل ابن القرية المرحوم أحمد قاسم كيوان (51 عاما) والذي قتل بثماني طعنات سكين، قبل أيام، في مدينة بيتح تكفا، حيث كان يعمل فيها لكسب لقمة العيش الكريم.
الغضب يسود القرية والأهل يطالبون الشرطة والجهات ذات العلاقة بالكشف عن هوية القتلة وخلفية الجريمة التي يعتقدون بأنها قومية، وإنزال أقصى العقوبات بحق مرتكبي جريمة القتل المروعة هذه.
وقال خالد كيوان، الشقيق الأكبر للمرحوم، إن شقيقه 'تسلّم عمله الجديد في الترميمات قبل أيام معدومة من مقتله، وكان قبلها عاطلا عن العمل وأراد مساعدة ابنه في دفع ثمن المنزل الذي اشتراه. خلفية مقتله لم تعرف حتى الآن لكننا نعتقد بأنها قومية وتقف من ورائها عصابة دمغة الثمن وجهات متطرفة'.
وأضاف: 'شُرحت جثة شقيقي في معهد التشريح العدلي (أبو كبير) لمعرفة سبب الوفاة، غير أننا في العائلة لم نتسلم نتائج التقرير بعد، ولم تعلمنا الشرطة بالمعلومات المتوفرة لديها حول الجريمة'.
وقال قاسم خالد كيوان، ابن شقيق المرحوم، إن 'الخبر المفجع وقع علينا كالصاعقة خاصة أن المرحوم عرف بطيبته وسيرته الحسنة. نحن نطالب الشرطة بالكشف عن الأسباب التي تقف من وراء جريمة القتل'.
وأضاف أنه 'عثر على جثة كيوان وهو ملقى على الأرض في شارع 'مئير جوطمان' بمدينة بيتح تكفا، وتبين بعد الفحص أنه مصاب بطعنات، وأعلن عن وفاته على الفور. وأعلنت الشرطة في وقت لاحق أن مهمة التحقيق في جريمة القتل ألقيت على طاقم تحقيق خاص من أجل الوصول إلى فك رموزها بأسرع وقت ممكن، ونحن لغاية الآن لا نعرف أي شيء عن ملابسات الجريمة الوحشية التي نعتقد أن عصابة «دمغة الثمن» قد نفذتها على خلفية قومية. ترك أحمد خلفه زوجة وأسرة مكونة من 3 بنات وشاب، وأصدقاء كثر في قريته والمنطقة، لم يكن له أعداء. ونحن نعلم أنه كان يعمل مع عمال آخرين في أعمال ترميمات ببيتاح تكفا، وأنه توجه في ساعات الليل لشراء السجائر، ولكنه لم يعد، وبعدها وجدوه مقتولا واستدعوا الشرطة، وللأسف الشرطة تتقاعس في عملها، نحن نطالبها بكشف الحقيقة ومعرفة القتلة المجرمين وإنزال أشد العقوبة بحقهم. شقيقي دفع حياته شهيدا من أجل كسب لقمة العيش الكريم'.
وقال قريب المرحوم وعضو المجلس المجلي، علي كيوان: 'أنا لا أفهم لماذا هذا التساهل وعدم الاكتراث على جريمة قتل شاب، فحسب المعلومات الأولية جريمة القتل وقعت على خلفية قومية وعلى المجلس والهيئات المحلية إعلان الإضراب لنطلق صرخة مدوية ضد العنصريين. لو شهدنا نفس الحالة في المجتمع اليهودي لقامت الدنيا ولم تقعد. على المجلس المحلي والنواب العرب متابعة عملية التحقيق، لأن العنوان منذ زمن مكتوب على الحائط، ودمنا ليس رخيصا'.
وأضاف: 'اتصل معي مسؤول من الشرطة في كرمئيل وأعلمني بأن قريبي مات ولم يفصح بأنه قتل، لم أستوعب حينها ما جرى، الشرطة مطالبة بالتحقيق والكشف عن القتلة ومعاقبتهم'
وقالت ابنة المرحوم أحمد كيوان، هبة، إنها تحدثت مع والدها هاتفيا قبل مقتله بساعات للاطمئنان عليه، وأنه بدا طبيعيا ولم تشعر بأنه قلق أو مهدد أو غير ذلك.
وأضافت: 'كان أبي محبا للناس وطيب القلب، قتلوه بدم بارد وبطريقة وحشية. أراد مساعدة شقيقي بدفع ثمن المنزل وكافح من أجل لقمة العيش.. الله يرحمه'.
ومن جهته، وجه التجمع الوطني الديمقراطي في مجد الكروم لرئيس المجلس المحلي، سليم صليبي، رسالة طالبه فيها بعقد جلسة طارئة، جاء فيها 'في أعقاب جريمة قتل السيد أحمد كيوان، نرى أنه يجب عقد جلسة طارئة لبحث حيثيات الجريمة، وفي حال تبين وفق المعلومات الأولية أن خلفية الجريمة قومية، نطلب منك إعلان الإضراب العام في كل مؤسسات القرية احتجاجا وتنديدا بالجريمة. كذلك نرى ضرورة تكليف مكتب محاماة مختص بمتابعة القضية وعدم تركها، حتى يتم القبض على القتلة وتقديمهم للمحكمة لينالوا أقصى عقاب ممكن'.
وقال عضو اللجنة المركزية للتجمع، عز الدين بدران إن 'القوى الوطنية والمجلس المحلي في مجد الكروم مطالبون بأخذ زمام المبادرة مع العائلة لمتابعة التحقيق من خلال توكيل محام مهني للقضية'
وأضاف: 'جريمة قتل شاب سعى للقمة العيش وإعالة أسرته تجاوزت كل الخطوط الحمراء، يحب وضع العاطفة جانبا والعمل بشكل مهني لمتابعة القضية لأنه حسب المعلومات الأولية جريمة القتل وقعت على خلفية قومية'.