قال مسؤول إسرائيلي كبير إن حركة حماس اختارت استراتيجية "التلكؤ" بإجراء مفاوضات على استعادة "جثث الجنود" والمفقودين لديها في غزة، عبر نظرية تقضي بالتعويل على حراك الشارع الإسرائيلي، كما في قضية الجندي جلعاد شاليط.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن المسؤول المطلع على ملف المفقودين قوله إن "حماس تمارس سياسة التلكؤ وعدم العجلة في إدارة ملف المفاوضات منذ انتهاء الحرب الأخيرة، ولسان حالها يقول إن الوقت لا زال باكراً لإتمام صفقة أسرى جديدة".
وأشار إلى أن "حماس تطمح من خلال ذلك إلى الحصول على صفقة تشمل الإفراج عن عدد كبير من الأسرى، وذلك على غرار عملية التبادل مع شاليط".
لكن ذات المسؤول عاد واستدرك قائلًا: "حالة شاليط مختلفة، فقد كان على قيد الحياة، أما اليوم فالحديث عن جنديين قتلى وإسرائيليين مختلين عقليًا، دخلا القطاع برغبتهما ولم تخطفهما حماس". على حد زعمه.
وأكمل: "حماس تتهرب منذ فترة طويلة من إجراء مفاوضات ناجعة لتبادل الأسرى والجثث مع إسرائيل"، معربًا عن خشيته من ارتفاع وتيرة الحراك الجماهيري الإسرائيلي إضافة لفعاليات عائلات الجنود والمفقودين ما "من شأنه إقناع حماس خطأ بقدرتها على ابتزازنا بثمن كبير لقاء صفقة جديدة".
وبين أن ملف المفقودين لا زال بيد كتائب القسام الجناح العسكري التابع لحماس، وأن القائمين على الملف حالياً يسعون لتحقيق "صفقة شاليط2".
وذكر المسئول الإسرائيلي أن "القائمين على الملف هم المفرج عنه بصفقة شاليط يحيى السنوار والذي يعتبر حاليًا بمثابة وزير دفاع حماس، إلى جانب القيادي روحي مشتهى، والقيادي في القسام مروان عيسى والذي يعتبر بمثابة نائب قائد أركان حماس". على حد قوله
وأشار إلى أن "هذا الثلاثي معني بإنجاز ليقدمه للشارع الفلسطيني في القطاع، وكذلك عدم التراجع عن الوعودات التي أطلقوها للأسرى بالسجون".
ركائز استراتيجية
أما استراتيجية حماس حول إدارة مسألة المفاوضات فقائمة –بحسب المسئول- على 4 ركائز: أولها الضبابية حول مصير الجنود والمفقودين، وثانيها التضخيم من شأن المفقودين ك"عرض الإسرائيليين منغستو والسيد كجنود، خلافًا للواقع، فيما جرى اللعب بصورة البدوي "السيد" ببرنامج الفوتوشوب لبيان أنه جندي".
أما الثالثة فتعتمد على استنزاف الطرف الإسرائيلي عبر إضاعة الوقت والتعويل على ابتزازه بصفقة جوهرية، فيما تكمن الركيزة الرابعة في التلكؤ وحرق الأعصاب، حيث لا تبدو حماس في عجلة من أمرها فيما يتعلق بعقد صفقة تبادل.
ولفت المسئول إلى نقطة حاسمة تتعلق بموافقة حماس على البدء بمفاوضات فعلية، وهي تحليل الحركة للوضع الإسرائيلي الداخلي ومدى الضغط الممارس على الحكومة عبر الرأي العام الإسرائيلي، ما من شأنه تعجيل الحصول على تنازلات.
ونبه إلى أن "تحليلا للأمن الإسرائيلي بعد عقد صفقة شاليط بين أن حماس جمدت المفاوضات في حينها على مدار عام، وذلك بعد أن حصل لديها انطباع بأن حملة إسرائيلية داخلية تقودها عائلة شاليط ستوصل الحكومة الإسرائيلية إلى الوصول إلى تنازلات بعيدة الأمد".
وعرضت القسام مؤخرًا صور أربعة جنود إسرائيليين وهم: "شاؤول آرون" و"هادار جولدن" وهما من أصول أجنبية، و"أباراهام منغستو" من أصول إفريقية، و"هاشم بدوي السيد" من أصول عربية، رافضة الكشف عن أية تفاصيل تتعلق بهم دون ثمن.
وكانت الكتائب أبرمت صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال، في 11 أكتوبر 2011 وأسمتها "وفاء الأحرار"، بادلت من خلالها الجندي الإسرائيلي من أصول فرنسية "جلعاد شاليط"، مقابل 1027 أسيرًا.