حــقّــهــا!

fadee144411c3d1ae365a5a8c9f16056
حجم الخط
وصفت النائبة حنين الزعبي (من القائمة المشتركة) جنود الجيش الاسرائيلي الذين قتلوا المواطنين الاتراك التسعة على متن مرمرة بالقتلة. "قتل تسعة اشخاص، عليكم ان تعتذروا وتنهوا الحصار عن غزة".
من حق الزعبي ان تعبر عن نفسها هكذا، من حق معظم الاسرائيليين ومنتخبيهم في الكنيست ان يحتجوا ويغضبوا على ذلك – ولكن ليس لاحد الحق في تنفيذ عملية فتك جماهيرية واعلامية للزعبي، مثلما جرى منذئذ.
وزراء ونواب من اليمين، وكذا من الوسط – اليسار، تنافسوا فيما بينهم من يشتم أكثر ضد الزعبي، ومن يهاجمها بفظاظة اكبر. وبعض منهم كانوا قريبين من الاعتداء عليها جسديا في قاعة الكنيست. وقد دعوا الى طردها ليس فقط من الكنيست، بل ومن الدولة أيضا.
وبالغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في فعله. ليس نتنياهو آخر الصارخين في الكنيست وعليه ملقاة المسؤولية للحفاظ  على طابع النظام. ولكنه بدلا من ذلك توجه الى المستشار القانوني للحكومة، آفيحاي مندلبليت، كي يفحص العمل على اجراء تنحية الزعبي. وقضى قائلا: "لا مكان لها في الكنيست".
ليس لرئيس الوزراء اي مكانة لأن يقرر مكان احد في الكنيست ومكان من ليس هناك. وهكذا يكون نتنياهو قد انضم الى المهاجمين للزعبي بوحشية. وقد فعل ذلك بتهكم، وذلك ضمن امور اخرى كي يصد الانتقاد على الاتفاق مع تركيا، الذي لم يلقَ العطف في اسرائيل وتوجيه النار في اتجاه آخر.
ولكن معنى الهجوم عليها أخطر بكثير: فهو يحدد النوايا الحقيقية لنتنياهو واليمين، الذين ينضم اليه، لشدة العار، بعض من المعارضة من اليسار ايضا. بالنسبة لهم الزعبي هي فقط محطة انتقالية في الطريق الى تحقيق هدف أوسع الا وهو سحق التمثيل الاصيل لعرب اسرائيل وطرده من الكنيست. الزعبي هي مجرد الضحية الاولى على الطريق.
ينبغي أن نذكر رئيس الوزراء والناطقين بلسان اليمين بان هذا هو مبنى الديمقراطية: القدرة على التصرف بتسامح تجاه آراء الاقلية، مهما كانت متطرفة وحادة. والزعبي تمثل الامزجة في الجمهور، حتى لو كانت هذه من نصيب الاقلية القليلة، ولها مكان في الخطاب الجماهيري. اسرائيل ملزمة بان تقبل الزعبي، والا فإنها ليست ديمقراطية.