في خضم موجة الإرهاب التي تلف جميع أنحاء العالم، تم تسجيل انخفاض كبير في قوة داعش في الشرق الأوسط: تم تدمير نصف قواته في سيناء، في سلسلة من الهجمات التي تشنها مصر، وفي الوقت نفسه، خسر داعش في العام الماضي حوالي 15 ألف شخص في العراق وسوريا.
لقد أشارت مصادر دبلوماسية غربية بارتياح الى أن حجم المحاربين في "ولاية سيناء" التابعة لداعش، انخفض إلى نحو 400 ناشط مسلح. في بداية العام فقط كان تعداد نشطاء داعش في هذا القطاع بين 800 وألف شخص، قاموا بتنفيذ سلسلة من الهجمات القاتلة ضد الجيش المصري.
لقد بدأ تركيز الجهود الجوية والبرية للجيش المصري في سيناء في شهر آذار الماضي. وخلال العملية الأولى، والتي ركزت على الشيخ زويد ومحافظة الجورة، غرب العريش، فقد داعش 200 مقاتل - قتلى وجرحى. اما العملية الثانية، والأكبر، فقد بدأت في منتصف حزيران في جبل هلال، حيث يجري القتال بين المصريين ورجال داعش منذ عامين، وبدون نجاح يذكر حتى وقت قريب. ولكن قوات الجيش المصري تمكنت هذه المرة من اختراق داعش، والتسبب له بخسائر فادحة. وخلال هذه الهجمات سيطر الجيش المصري على معدات عسكرية كبيرة، كانت مخبأة في الكهوف في جبل هلال. بعض هذه المعدات كان سيتم ارسالها لحماس في غزة. لقد جبت الحرب ضد داعش ثمنا باهظا من المصريين: فخلال العامين الماضيين فقدوا في معارك سيناء أكثر من 400 جندي وشرطي.
ورغم النجاح، تقول مصادر دبلوماسية مصرية انه تم خلال الشهر الأخير تسجيل ارتفاع في حجم محاولات الهجوم التي شنها داعش ضد القوات المصرية في سيناء. كما يبدو فان الفشل يحث التنظيم على تنفيذ عمليات قاسية في محاولة لشل الخصم وصد الهجمات عليه.
على الجبهة المركزية للحرب، ايضا – في سورية والعراق- فقد التنظيم خلال السنة الأخيرة حوالي نصف قواته، التي بلغ عددها حوالي 30 الف محارب، نصفهم يحملون جوازات سفر اجنبية. في الماضي تغلب تنظيم داعش على اصابة رجاله بواسطة المتطوعين من ارجاء العالم، لكنه في السنة الاخيرة تقلص جدا تيار المتطوعين – والى حد كبير بفعل انخفاض محفزات الشبان على الانضمام الى التنظيم. اضف الى ذلك ان داعش يجد نفسه يواجه ظواهر الفرار من صفوفه، خاصة من قبل الاجانب الذين يحاولون الهرب عائدين الى بلدانهم.
حتى الان فقد تنظيم داعش حوالي 40% من الاراضي التي سيطر عليها في العراق، وباتت قوات التحالف على مسافة عشرة كلم من مركز الموصل، عاصمة داعش في العراق. القوات العراقية بمساعدة سلاح الجو الأمريكي تحاصر المدينة من الشمال والجنوب. وعلى الجبهة السورية فقد داعش حوالي 20% من الأراضي التي سيطر عليها، وهو على عتبة فقدان مدن اخرى وفي مقدمتها عاصمته الرقة. الان يتركز الجهد الرئيسي للقوات المحاربة ضد داعش في سورية على احتلال جيب منباج على الحدود التركية، الذي يستغل حتى اليوم كمعبر للمعدات العسكرية واللوازم لداعش.
في الولايات المتحدة تحذر مصادر في الادارة من ان موجة العمليات الاخيرة التي نفذها داعش في اوروبا واسيا وافريقيا، يمكن ان تتسع. فالهدف هو زرع الرعب وردع دول التحالف التي تحارب ضد داعش. اسرائيل ايضا ليست منيعة، حسب تحذيرات الجهات الامنية الامريكية. اسرائيل هي هدف جذاب بحيث ان عملية لداعش ضدها يمكن ان تجدد التحمس في العالم الاسلامي وتوقظ المتطوعين فيرجعون للانضمام الى التنظيم. ولذلك تتعقب اسرائيل بتأهب التطورات في الحرب ضد داعش.