أثار قرار قيادة الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة، منع بيع السجائر على "البسطات"، الكثير من الجدل ما بين جدوى القرار في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والحياتية وما بين أهميته للحد من بيع الدخان لأسباب دينية وأخرى اجتماعية.
ونشر ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي صورة إخطار لأحد باعة الدخان على أحد مفترقات مدينة غزة، يتم التحذير فيه بشكل نهائي وأخير من بيع الدخان والسجائر في الشوارع والمفترقات العامة وأن من يخالف القرار يعرض نفسه للمساءلة القانونية.
وبين الناطق باسم الشرطة في قطاع غزة أيمن البطنيجي أن الهدف الرئيسي من القرار الحد من الصورة السلبية وغير الحضارية في شوارع القطاع.
ولفت إلى أن شرطة المحافظات حذرت مسبقا الباعة المتجولين وأصحاب البسطات المنتشرين في غالبية مفترقات غزة وشوارعها الرئيسية من البيع بهذه الطريقة، مشيرا إلى أن القانون يحظر مثل هذه المظاهر.
وينتشر على مفارق غزة العشرات من الفتية الذين يعملون في بيع السجائر للمواطنين، وعزا أولئك الأطفال ترك بعضهم لمقاعد الدراسة لظروف حياتهم الصعبة ومحاولة مساعدة عوائلهم على الحياة، فيما كان يجبر بعضهم على العمل وترك الدراسة في حين كان آخرون يستغلون فترة ما بعد الدراسة للعمل.
وضجت شبكات التواصل الاجتماعي خاصةً من الحقوقيين والعاملين في مؤسسات المجتمع المدني وبعض الصحافيين بالاعتراض على قرار الشرطة، ورأت فيه تجنيا على حياة البؤساء والفقراء الذين يسعون خلف لقمة العيش في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والخانقة التي يشهدها القطاع.
وثار جدل كبير خاصةً بين عناصر حماس الذين اعتبروا القرار يعود لأصول دينية وشرعية وأخرى اجتماعية للحفاظ على أخلاق المجتمع وحماية الجيل الناشئ كما يقول بعضهم، بينما طالب معارضوهم بالرأي من يسيطر على غزة أن يوفر فرصة عمل جيدة للعائلات التي تحتاج أن يبيع أبناؤها السجائر قبل أن يتم قطع أرزاقهم أو أن يتم توفير ما يمكن أن يسترهم من العوز والحاجة.
ولجأ بعض المدافعين عن القرار لاعتباره قرارا أمنيا في الدرجة الأولى لمنع المتخابرين مع الاحتلال من استغلال ذلك وملاحقة المقاومين، إلا أن وائل جروان المذيع في صوت الأقصى التابع لحماس عبر الأثير في فقرة صباحية اليوم تناول القضية وقال في مستهل مقدمته للموضوع "ليس كل شخص يبيع سجائر في الشوارع، أو يقف خلف بسطة صغيرة لبيع السجائر هو عين على المجاهدين .. حالة أو حالتين لا تعني التعميم يا وزارة الداخلية".
وتساءل جروان "هل الحملة لحماية المظهر الحضاري؟ أم ملاحقة للفقراء في أرزاقهم؟ ولماذا تقتصر هذه الحملات على الباعة المتجولين دون أصحاب المحلات؟"
وقالت المواطنة ياسمين المصري في ردها على أسئلة مذيع الأقصى "يوفروا أولا للناس فرص عمل وبعد ذلك يبحثوا عن المظهر الحضاري" مضيفة بشكل تهكمي "أم أن الجوع والفقر والتسول مظهر حضاري لدى حكومتنا التي يبدو أنها تبحث لها عن مصدر لتمويل أجهزتها على حساب أعناق الغلابة".