موراي.. رجل المستقبل في عالم التنس

تنزيل (36)
حجم الخط

جاء اللقب الثاني لويمبلدون، وخاصة الطريقة التي فاز بها بالبطولة الكبرى والتحدي الظاهر على وجهه، عندما تحمل المسؤولية خاصة في غياب أسماء كبيرة عن النهائي كنوفاك ديوكوفيتش وروجيه فيدرير ورافائيل نادال، ليجعل من الأسكتلندي آندي موراي رجلا يوثق فيه للمستقبل خلال الأعوام القادمة في عالم التنس.

فمدربيه، الأمريكي من أصول تشيكية إيفان ليندل والبريطاني من أصول إسبانية خايمي ديلجادو، أكدا أن وقت موراي قد حان، وهذا ما شدد عليه اللاعب نفسه عقب رفعه الكأس في مجمع (أول إنجلاند كلوب) بقوله "الأفضل لم يأت بعد".

وقال ليندل حول قدرة موراي على أن يصبح المصنف الأول عالميا بين لاعبي التنس المحترفين وتخطي الصربي نوفاك ديوكوفيتش: "أولا ينبغي القول إن ما فعله موراي في النهائي (بفوزه بثلاث مجموعات نظيفة أمام الكندي ميلوس راونيتش) كان إنجازا كبيرا، ومن جانبي، سأبذل كل ما أستطيع ليحقق ذلك".

وأضاف: "بالتأكيد موراي قادر على هزيمة نوفاك ديوكوفيتش. المواجهات السابقة بينهما كانت متساوية للغاية، وحسمتها بعض النقاط الضئيلة. آندي يلعب بتركيز شديد ولديه رغبة جامحة للفوز وبالنسبة لي من الرائع أن أدرب لاعبا بهذه القدرات".



وأردف حول عدد بطولات الجراند سلام التي يمكن لموراي إحرازها في المستقبل: "لن أقول كم لقب، ولكن موراي قادر على الفوز بكل البطولات الممكنة. هدفه الفوز بأكبر عدد ممكن من المباريات".

وعلق ديلجادو أيضا بشكل ايجابي في تحليله لآداء موراي، وقال إن انتصار الأحد: "سيفيده كثيرا وسيزيده ثقة في النفس".

وقال: "لقد بلغ هذا العام نهائي استراليا المفتوحة ورولان جاروس، لكنه خسر كلاهما، انتصار اليوم سيزيده قوة لإضافة المزيد من ألقاب الجراند سلام".

كما أبدى مدرب منتخب إسبانيا السابق بكأس ديفيز وواحد من أشهر المدربين الحاليين في عالم التنس، الذي ساهم في تأهيل موراي بأكاديمية برشلونة، إميليو سانشيز فيكاريو، إعجابه الشديد بقدرات المصنف الثاني عالميا "موراي يعني الثقة، ليس الأكثر طولا ولا الأقوى ولا حتى الأسرع، كذلك ليس الأكثر هدوءا وثقة، لكن أبدى ثقة لا تصدق في النفس خلال الأوقات الحاسمة بالبطولة".

عناصر أخرى تجعل موراي رجل المستقبل في عالم التنس، وتظهر في إصابة منافسيه الرئيسيين، فديوكوفيتش خسر بشكل غير متوقع أمام الأمريكي سام كويري في الدور الثالث، وأقر أنه كان يعاني من مشكلات بدنية، لكنه لم يرغب في الكشف عنها. وتحدثت الصحافة الصربية الأكثر قربا من "نولي" عن أنه لم يكن يعاني فقط من آلام في الظهر، لكن في مناطق أخرى بجسده.
 



كما تسببت إصابة فيدرير في الركبة اليسرى في قلق جهازه الفني، وقال وكيل أعماله، توني جودسيك، إن المايسترو سيخضع خلال الأيام القادمة لمزيد من الفحوصات، لكن المؤشرات الأولية تقول إنه لا يعاني من إصابة أخرى في ركبته، وذلك عقب سقوطه على الأرض خلال مباراة نصف النهائي أمام راونيتش وخسارته للقاء.

وقبل مشاركته في ويمبلدون، لم يشارك السويسري المخضرم (34 عاما) في مباراة من خمس مجموعات قبل 22 شهرا (امريكا المفتوحة 2014 ضد جايل مونفيس)، لكنه اضطر في لندن لخوض مباراتين بهذا الشكل في غضون ثلاثة أيام، لتظهر تداعيات ذلك.

أيضا رافا نادال يغيب عن الملاعب منذ فترة، فالمصنف الأول سابقا والرابع حاليا يواصل التعافي من إصابة في المعصم الأيسر تعرض لها منذ رولان جاروس، وينتظر عودته إلى الملاعب في بطولة تورونتو للأساتذة وبعدها في دورة الألعاب الأوليمبية بريو دي جانيرو.

لكن موراي نفسه، بطل ويمبلدون 2013 وامريكا المفتوحة 2012 ، هو الذي أقر بتزايد ثقته بالنفس وبقدرته في حصد المزيد، بعد إحرازه اللقب الثالث في الجراند سلام، ويظهر هذا من تصريحاته عقب اللقاء.

وقال: "لازلت أعتقد أن أفضل مستوى لي لم يظهر بعد، وأن أمامي الفرصة للفوز بمزيد من البطولات".

وأوضح: "الأشهر الثلاثة الأخيرة كانت من بين الأفضل طوال مشواري، فيما يخص الثبات في المستوى".

وأضاف اللاعب البالغ من العمر 29 عاما: "كل وقت لديه مراحل مختلفة، هناك العديد من اللاعبين الذين يقدمون أفضل ما لديهم في سن الـ25 وآخرين عندما يقتربون من الثلاثين. آمل أن أفضل تنس لدي يأتي مستقبلا وهذا ما أشعر به".