تكشف تقارير الشرطة أن شرطة حرس الحدود تبادر الى "الاحتكاك" بسكان شرقي القدس. والمقصود هنا ما حدث في العيسوية وتسبب بالمواجهات التي أصيب خلالها 12 شخصا اصابات بالغة جدا. في 6 كانون الثاني من هذا العام اندلعت مواجهات في العيسوية بين الفلسطينيين وبين قوة لحرس الحدود، كانت دخلت إلى القرية. واثناء المواجهات أصيب احمد أبو الحمص (12 سنة) في رأسه برصاصة اسفنجية. وكانت اصابته بالغة جدا، ووضع في العناية المركزة مدة ثلاثة اسابيع. ومنذئذ وهو يعاني من خلل عقلي ولا يستطيع التواصل مع أبناء عائلته. قدمت العائلة عن طريق المحامي ايتي ماك شكوى لقسم التحقيقات مع الشرطة، وقبل اسبوعين أبلغ قسم التحقيقات في الشرطة المحامي أنه تقرر اغلاق الملف وذلك "بسبب عدم وجود الأدلة الكافية على المخالفة". وطلب المحامي ماك الاستئناف على هذا القرار، لكن قسم التحقيقات في الشرطة سلمه ملف التحقيق وهو فارغ تقريبا. الملف الكامل الذي سلم لماك، الاسبوع الماضي، اشتمل فقط على عشرة تقارير لافراد الشرطة الذين كانوا على صلة بالحادثة. وجميعهم تقريبا قالوا إن الحادثة بدأت بـ"عملية احتكاك" أو "عملية احتكاك مفتعلة". أحد افراد الشرطة قال إنه "خلال دورية الظهيرة دخلنا الى قرية العيسوية للاحتكاك مع السكان". وقال شرطي آخر "خلال عملية مفتعلة ومخطط لها في قرية العيسوية برقابة من حوشن 13، قمنا بالسير مشيا على الاقدام في القرية". وقال شرطيان آخران إنه "طُلب منهم الوصول الى محطة الوقود في العيسوية من اجل الاحتكاك مع سكان القرية"، وأنه قد تم ارشادهم قبل العملية. يزعم جنود حرس الحدود أن الحديث لا يدور عن تحرش متعمد، بل عن عمل موضعي لاعتقال مشبوهين في أعقاب حوادث سابقة أو بناء على معلومات استخبارية. ومع ذلك يتبين من التقارير أنه في 6 كانون الثاني لم تسجل أي احداث عنيفة في القرية. وقبل ذلك بيوم حدثت اربع حالات رشق بالحجارة في القرية وفي محيطها. تُعتبر العيسوية من أكثر اماكن الاحتكاك في شرقي القدس. فخلال فترة طويلة حدثت صدامات يومية عنيفة بين افراد الشرطة وبين السكان الذين قاموا برشق الحجارة والزجاجات الحارقة. سكان القرية مثل باقي سكان شرقي القدس يزعمون احيانا أن سبب اندلاع العنف هو تحرش رجال الشرطة المقصود. وفي الحالة التي أصيب فيها أبو الحمص، يزعم السكان أنه لم تكن مواجهات في القرية الى حين دخول الشرطة اليها. "هذا عمل غير مسؤول، والسكان يدفعون ثمن ذلك"، قال المحامي ماك. "في نهاية المطاف هذه ليست عملية ملحة. وبعد ذلك يزعم رجال الشرطة أن حياتهم كانت في خطر ولهذا استخدموا السلاح. وأخطر ما في ذلك هو أن الموضوع انتهى بهذا الشكل". المحامية آن سوتشيو من جمعية حقوق المواطن أضافت أن "الحديث يدور عن سلوك مرفوض ومناقض لدور وصلاحية الشرطة. العمليات المقصودة التي تهدف الى خلق وضع يجعل قوات الشرطة تستخدم وسائل فتاكة مثل الروجر والرصاص المطاطي الاسفنجي، تعكس استخفافا خطيرا بحياة البشر وتنشئ مخاطرة محسوبة ومدروسة للاضرار بالأبرياء، كما اتضح من حالة أحمد أبو الحمص". وجاء عن شرطة القدس أن "هذه الحادثة يقوم قسم التحقيقات في الشرطة بالتحقيق فيها، ونحن لا ننوي التطرق لهذا. تواجه الشرطة احداث اخلال صعبة بالنظام تشمل رشق الحجارة والزجاجات الحارقة من المخلين بالنظام من سكان القرية الذين يستهدفون قوات الامن والمواطنين الابرياء الذين يستخدمون الشارع المؤدي الى (معاليه ادوميم). وبالتالي نعمل بأساليب متعددة وبقوات علنية وخفية من اجل أمن وسلامة الجمهور".