تم ذكر بني اسرائيل في القرآن، فما علاقتهم باسرائيل الحالية؟
قال الشيخ بسام جرار في صفحته على موقع فيس بوك إنّ الغالبية العظمى من بني إسرائيل القدماء قد تحوّلوا إلى الإسلام، أمّا البقية الباقية فتحوّل معظمها إلى المسيحيّة مضيفا انه لا صحة للادعاءات التي تزعم وجوداً تاريخياً لقوميّة يهوديّة في فلسطين، لأنّ اليهوديّة هي دين اعتنقته شعوب مختلفة.
وتابع "هذا لا يعني أنّه لا يوجد في يهود اليوم من له علاقة نسب ببني إسرائيل القدماء، وعلى وجه الخصوص أحفاد أولئك الذين كانوا في الجزيرة العربية زمن نزول الرسالة الإسلاميّة، والذين تحوّل عدد منهم، عبر العصور، إلى الإسلام وآخرون إلى المسيحيّة.
واضاف الشيخ جرار"اليوم يتكرر في وسائل الإعلام الإسرائيليّة أخبار البعثات اليهوديّة التي تسافر إلى أفغانستان للبحث عن أحفاد دولة إسرائيل الأولى، اعتقاداً منهم بأنّ الأغلبيّة العظمى من الشعب الأفغاني، أي قبائل البشتون، هم الأسباط العشرة الضائعة، ومعلوم أنّ هؤلاء من المسلمين السنّة، ولا يبعد أن يكون لهم في المستقبل دور في تحرير فلسطين من سلطان الصهيونيّة، ليعلم الناس أنّ العقائد والفلسفات هي التي تصنع الأمم والجماعات، وأنّ العنصريّات تقوم على الأوهام، وأنّ الصراع في جوهره هو بين الحق والباطل وإذا كانت إسرائيل الأولى تضم شعباً متجانساً من الناحية العِرقيّة، فإن إسرائيل اليوم تتألف من سبعين قوميّة يتكلمون تسعين لغة".
ودعم الشيخ جرار قوله بما ورد من قصص في القران الكريم عن قوم اسرائيل حيث قال"إسرائيل هو نبي الله يعقوب، عليه السّلام. وبنوه هم أصحاب القصّة التي فُصّلت في سورة يوسف، ويوسف، عليه السلام، هو واحد منهم. وأبناؤهم وأحفادهم هم الذين سمّوا بالأسباط. وقصتهم الواردة في القرآن الكريم تبيّن أنّهم سكنوا مصر قبل وفاة والدهم، عليه السلام. وبعد ما يقارب الـ 450 سنة، بُعث موسى، عليه السلام، لينقذهم من ظلم واضطهاد الفراعنة. ومن هنا بدأت العلاقة بين بني إسرائيل واليهوديّة. واستمرت هذه العلاقة لقرون، بين مد وجزر، إلى أن انتهت واقعياً بفك الارتباط بين اليهوديّة وبني إسرائيل؛ فبعد أن كانت اليهودية تنحصر في بني إسرائيل أصبحت الغالبية العظمى من اليهود تنتمي إلى أجناس وقوميّات مختلفة".
واكمل حديثه "بعد وفاة سليمان، عليه السلام، (935 ق.م)، انقسمت الدولة في الجزء الفلسطيني إلى دولتين: إسرائيل في الشمال، ويهوذا في الجنوب. وكان شعب دولة إسرائيل يتألف من أحفاد عشرة من أبناء يعقوب، عليه السلام، كما يذكر العهد القديم. أمّا دولة يهوذا فشعبها هم أحفاد اثنين من أبنائه، عليه السّلام. وكان بين الدولتين حروب وأحقاد، واستشرى فيهما الفساد، وعمّت الانحرافات، إلى درجة أنهم ارتدّوا إلى الوثنية وعبادة الأصنام، واستمرّوا في ذلك حتى لاقوا مصيرهم المحتوم بغزو الآشوريين للدولة الشمالية عام 722 ق.م، فجرى سبي الشعب بكامله إلى العراق، وبذلك أسدل الستار على علاقة عشرة أسباط بالديانة اليهوديّة، ولم يعودوا يهوداً، فقد انخرطوا في الشعب الغازي وتأثروا بعقائده، وذابوا فيه".
واسترسل قائلا "أما الدولة الجنوبيّة فقد قام الملك البابلي نبوخذ نصّر بغزوها وتدميرها عام 586 ق.م ، وسبى من بقي منهم حيّاً إلى العراق أيضاً، وبعد مضي سبعين سنة على هذا الحدث عادت قِلّة من هؤلاء المسبيين إلى فلسطين، وذلك في عهد الملك كورش الفارسي، وقد اضطرت هذه القّلة أن تُكثّر عددها بإدخال جزء من أهل البلاد إلى اليهوديّة، وبذلك بدأت اليهودية تنتشر بين من هم من غير بني إسرائيل، واستمر ذلك إلى أن جاء السبي الروماني في العام 70 م، والعام 135م، فشُتّت شمل اليهود في أرجاء العالم، مما أدّى إلى ذوبانهم في الأمم، في المقابل كان هناك من الشعوب من تهوّد، كما حصل في مملكة بحر الخزر، والتي دامت من عام (860-1016م). وكما حصل من تَهوّد بعض قبائل العرب وغيرهم. واستمر الخروج من اليهوديّة والدخول فيها عبر القرون مما أدّى إلى انفكاك العلاقة بين اليهوديّة كدين وبين بني إسرائيل كعنصر".