تل أبيب: مصر تعارض تخفيف حصار غزة وإقامة الميناء العائم لن يخرج إلى حيز التنفيذ

thumb (1)
حجم الخط

على الرغم من أنّ مصدرًا أمنيًا إسرائيليًا، وُصف بأنّه رفيع المُستوى، نفى تصريحات ضابط إسرائيلي آخر لموقع “بلومبيرغ” الأمريكي عن أنّ الطائرات الحربية الإسرائيلية أغارت على أهداف في سيناء، بعلم وبرضا من السلطات المصرية، فإنّ الإعلام الاسرائيلي تعامل مع كشف الموقع الأمريكي وتسريبات الضابط، على أنها حقيقة واقعة، تفسر الكثير من النشاطات العسكرية الغامضة التي شهدتها شبه الجزيرة المصرية، خلال الشهور الماضية.


المصدر الأمني الإسرائيلي، الذي نفى ما ورد في “بلومبيرغ”، قال إنّها محاولة رخيصة من “تنظيم الدولة الإسلاميّة” لإقحام إسرائيل في الصراع في سيناء، والإضرار بمتانة علاقاتها مع مصر، من دون أنْ يوضح كيف لتنظيم “الدولة الاسلامية” أن يستخدم ضابطًا إسرائيليًا رفيعًا، لتحقيق مآربه الرخيصة، على حدّ تعبيره.


وتعليقًا على ذلك، ذكرت صحيفة “هآرتس″ تحت عنوان “صديقتنا الكبرى”، في إشارة إلى جمهورية مصر العربية، أنّ ما ورد في الموقع الأمريكيّ قطع الصمت اللاسلكي الطويل بين إسرائيل ومصر، وجاء ليفسر أحداثًا وقعت في سيناء مرارًا وتكرارًا عن هجمات لطائرات من دون طيار، وهي تكنولوجيا القاهرة ليست رائدة في استخدامها ضد الجماعات الإرهابية هناك.


تأكيد الضابط للموقع الأمريكي، كما لفتت “هآرتس″، لا يكشف جديدًا بالمطلق، لكنه يتعلق بكشفٍ مصدرُه إسرائيلي، وتشير الصحيفة إلى أن وكالة “الأسيوشييتدبرس″ أشارت عام 2013 إلى غارة جوية إسرائيلية استهدفت خلية إرهابية في سيناء، لكن بطبيعة الحال، تضيف الصحيفة: التزم الجانبان، مصر وإسرائيل، الصمت ولم يعلقا على النبأ، بحسب تعبيرها.

 علاوة على ذلك، رأت الصحيفة الإسرائيليّة في سياق تقريرها أنّ تقرير موقع “بلومبيرغ” يفسر جزءً من التقارب بين تل أبيب والقاهرة خلال العامين الماضيين، الذي بلغ الذروة في زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى إسرائيل، وليس مصادفة أنّ نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى السفير الإسرائيلي في القاهرة، وصفا مؤخرًا العلاقات بين الجانبين بأنّها باتت وثيقة جدًا وأكثر بكثير من أي وقت مضى، وكذلك التعاون الاستراتيجي بينهما، بحسب (هآرتس) العبريّة.


وبعدما وصفت الصحيفة العبريّة العلاقات المصرية ــ الإسرائيلية بقصة الغزل، لفتت إلى وجود خطر كبير يواجهها، هو الوضع في قطاع غزة. كما نبهت إلى وجود اشمئزاز مصري علني من حركة “حماس″ وتوجه لتشديد الحصار على القطاع. وقالت في هذا السياق: القاهرة أحبطت حتى الآن محاولات تحسين الوضع الاقتصادي في غزة بعد إطاحة (الرئيس المصري المخلوع محمد) مرسي عام 2014، وكانت طرفًا وسيطًا غير نزيه بين الجانبين خلال الحرب الأخيرة، وهي أحبطت أفكارًا وتوجهات لتخفيف الحصار.


كذلك أوضحت الصحيفة العبريّة أنّ المؤسسة الأمنية في الدولة العبريّة تنظر إلى الوضع المعيشي الصعب للفلسطينيين في غزة على أنه “قنبلة موقوتة” قد تفضي إلى مواجهة عسكرية، لكن القيادة السياسية في تل أبيب لن تخرج عن طورها كي تسهل على الفلسطينيين، وأشارت أيضًا إلى أنّ اقتراح وزير المواصلات والشؤون الاستخبارية، يسرائيل كاتس، حول إقامة ميناء عائم مقابل ساحل غزة، من الصعب أنْ يخرج إلى حيّز التنفيذ، دون أنْ يحصل على مُصادقة من صنّاع القرار في جمهوريّة مصر العربيّة، على حدّ تعبير المصادر الأمنيّة والسياسيّة في تل أبيب.


من ناحيته، انتقد المُحلل العسكريّ في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان، اليوم الأربعاء، انتقد التسريب الإسرائيليّ حول قصف مواقع “الدولة الاسلامية” في شبه جزيرة سيناء، وقال إنّ التسريب سبب أضرارًا إستراتيجيّة فادحة لكلّ من القاهرة وتل أبيب، وعبّر عن تخوفه من أنْ يؤدّي التسريب إلى إعاقة التعاون الأمنيّ بين الدولتين للقضاء على “الدولة الاسلامية” في سيناء، ذلك أنّ التنظيم الإسلاميّ المُتطرّف، أضاف فيشمان، بات يُشكّل خطرًا على مصر وعلى إسرائيل، وبالتالي، فإنّ مصلحتهما المُشتركة محاربته بدون هوادة والقضاء عليه، قال فيشمان، الذي اعتمد على مصادر رفيعة في المؤسسة الأمنيّة بالدولة العبريّة.


وكان ألون بن دافيد، معلق الشؤون العسكريّة في القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيليّ، كشف النقاب عن أنّ الدولة العبريّة قامت بتنفيذ أعمالٍ عسكريّة في قلب مصر، لافتًا إلى أنّها كانت عمليات سريّة للغاية، ولم يُوضح المُحلل فيما إذا كانت هذه العمليات بالتنسيق مع السلطات المصريّة، وفيما إذا كان الرئيس المصريّ، عبد الفتّاح السيسي، على علم بها، خصوصًا وأنّ العلاقات بين تل أبيب والقاهرة تمُرّ في شهر عسلٍ، وأنّ التنسيق الأمنيّ والعسكريّ بينهما وصل إلى ذروته في الآونة الأخيرة.


وكان بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيليّ، كشف (في العاشر من أيار- مايو الماضي)، كشف النقاب عن أنّ تل أبيب هددت القاهرة بإرسال قوات عسكرية إلى مصر إبان اقتحام سفارتها بعد شهور من اندلاع ثورة 25 يناير 2011.