خطـأ بـاراك أوباما ستدفع ثمنه أميركا !

thumbgen (3)
حجم الخط
 

الولايات المتحدة، إدارة الرئيس باراك أوباما تحديداً، هي المسؤولة عن كل هذه المآسي التي تجري في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات عجاف أكلت الأخضر واليابس وأهلكت الزرع والضرع وهذا جعل صورة هذه الدولة العظيمة تهتز كثيراً في عيون أصدقائها، ومعظم العرب منهم، وعيون أعدائها وهم معروفون وأيضاً في عيون الأميركيين الذين باتوا يشعرون أن ما تحقق خلال الحرب الباردة وصراع المعسكرات قد فرَّط به هذا الرئيس الذي في كل الأحوال أصبحت أيامه في البيت معدودات وقليلة. 
ربما أن باراك أوباما قد فعل هذا الذي فعله وأعطى فلاديمير بوتين إنتصاراً مجانياً، دفع ثمنه الشعب السوري ودفعت ثمنه أوكرانيا والجمهوريات المستضعفة التي رغم «إستقلالها» إلا أنها لا تزال تدور حول الفلك الروسي، لقناعته بأن هذه المنطقة، الشرق الأوسط، لم تعد منطقة مصالح حيوية أميركية وأنه من الأفضل للولايات المتحدة الإنكفاء وترتيب علاقاتها الإقتصادية مع الصين ومع الأوروبين «وأن الباب الذي تأتي منه الريح إغْلقه واستريح»!!. 
كان مدير الـ «سي.آي.أيه» جون برينان قد أكد على أن بلاده، الولايات المتحدة، تواجه في هذه المرحلة الشديدة الإضطراب أربعة تحديات هي : التمدد الصيني المتواصل الذي يحقق نجاحات كبيرة، ونووي كوريا الشمالية ، والفضاء الإلكتروني الذي غدا يهدد البنوك والأسرار الأميركية، والإرهاب المتمثل بـ»داعش» و»النصرة» وباقي التنظيمات المتطرفة الإرهابية . 
وحقيقة لو أنَّ برينان دقق في هذه التحديات جيداً لأدرك، مع أن أغلب الظن أنه يدرك هذا لكنه يخشى مخالفة سيد البيت الأبيض، أن هذا الشرق الأوسط المضطرب كان ولا زال وسيبقى منطقة مصالح أميركية حيوية وأن التفريط به على هذا النحو وتسليمه، عبر البوابة السورية والبوابة العراقية للروس وللإيرانيين ولإسرائيل أيضاً ستدفع ثمنه الولايات المتحدة غالياً وفي فترة لاحقة قريبة.. وهذا إنْ لَمْ تُبادر السيدة كلنتون بمجرد فوزها في إنتخابات الرئاسة، التي باتت تقف على الأبواب، إلى هجوم معاكس يرد الروس على أعقابهم ويستعيد مكانة الولايات المتحدة في هذه المنطقة التي لا غنى عنها بالنسبة للدولة التي لا تزال «الأعظم» في الكرة الأرضية كلها . 
إنَّ إثنين من هذه التحديات، التي أشار إليها جون برينان، يكمنان في هذا الشرق الأوسط الذي تخلى عنه باراك أوباما لصديق عمره فلاديمير بوتين وأيضاً للولي الفقيه علي خامئني الذي يبدو أن إعجاب الرئيس الأميركي به يتجاوز إعجابه بـ»جورج واشنطن» فالإرهاب بعد قيام دولة «داعش» أصبحت غرفة عملياته في هذه المنطقة والتمدد الصيني لا يمكن أن يأخذ مداه المُهَّددُ لإميركا إلاّ بأخْذ مكانها ومكان روسيا في هذا الشرق الأوسط الذي سيبقى إستراتيجياً ومنطقة مصالح حيوية لكل دولة تسعى لأن تتصدر قيادة المسيرة الكونية سياسيا وإقتصادياً وعسكرياً.. وكل شيء. 
وهكذا وفي النهاية فيقيناً أنه سيأتي ذلك اليوم الذي سيعض فيه كل أميركي على يده ندماً على تخلي باراك أوباما عن الشرق الأوسط لمصلحة فلاديمير بوتين وروسيا الإتحادية وبخاصة إذا لم تبادر هيلاري كلينتون فور دخولها البيت الأبيض إلى تصحيح هذا الخطأ الإستراتيجي الفادح والقاتل وتعيد الأمور في هذه المنطقة الحيوية إلى ما كانت عليه.