ان الجيش الاسرائيلي يتكهن بأن الطائرة غير المأهولة التي تسللت امس الاول الى الأجواء الاسرائيلية في منطقة هضبة الجولان، تم تفعيلها من قبل القوات الروسية الناشطة على الأراضي السورية.
وقد نوقش موضوع تسلل الطائرة الروسية غير المأهولة الى عمق اربعة كيلومترات داخل اسرائيل، امس، في لجنةالتنسيق المشتركة لإسرائيل والقوات الروسية. لكنه حتى بعد المحادثة بين ضباط الارتباط الروس والاسرائيليين لا يزال من غير الواضح للجهاز الامني سبب تسلل الطائرة الى اسرائيل. احدى التكهنات تعتقد ان الأمر تم نتيجة خطأ، لكنه من المحتمل ايضا ان من ارسلوا الطائرة سعوا الى فحص يقظة جهاز الدفاع الجوي الاسرائيلي.
يملك الروس في سورية اليوم 40 طائرة حربية. وحسب مصدر عسكري رفيع، فان التنسيق والارتباط بين الجيشينالاسرائيلي والروسي يجري بتعاون كامل، وكل المشاكل التي طرأت حتى الآن تم حلها بما يرضي الجانبين. وحسب اقواله فان سلاحي الجو يقومان بتفعيل منظومة لاكتشاف الطائرات بهدف منع خطأ اطلاق النار المتبادل. وفي الواقع، لقد قام الجيش الروسي في السابق بإرسال طائراته باتجاه طائرات اسرائيلية حلقت في القطاع الشمالي، وبفضل التنسيقوالنظم تم منع الصدام. ورغم ذلك، لا تزال هناك محفزات للخطأ، كما حدث امس الاول، كما يبدو.
لقد تم في السابق تسليم طائرات روسية غير مأهولة، وربما من نوع تلك التي تسللت الى اسرائيل امس الاول، لسلاح الجو السوري كجزء من التعاون بين الجيشين. لكن اسرائيل تفترض ان هذه الطائرة عينيا تم تفعيلها مباشرة من قبل الروس. حسب النظرية الروسية يتم تفعيل مثل هذه الطائرات من قبل القادة الميدانيين، ولذلك لا يجري الحديث كما يبدو عن قرار تم اتخاذه على المستويات الرفيعة التي تقوم بتفعيل القوات الروسية في سورية.
يستدل من الفحص الذي اجراه سلاح الجو لفشل محاولة اسرائيل اسقاط الطائرة غير المأهولة، انه تم تشخيص الطائرة وهي تغير اتجاهها وتحلق باتجاه اسرائيل عندما كانت على مسافة عشرة اميال من الحدود. ويستدل من التحقيق ايضا، ان احد صاروخي الباتريوت انفجر في الهواء بسبب خطأ تقني فيما اخطـأ الصاروخ الثاني الهدف.
سلاح الجو الاسرائيلي يستعد منذ سنوات للمواجهة مع الطائرات غير المأهولة التي تحولت الى سلاح رئيسي يتواجد لدى حزب الله. فالتنظيم يملك المئات من هذه الطائرات على مختلف انواعها، بعضها لأغراض الاستخبارات، وبعضها تحمل مواد متفجرة وتستخدم كصواريخ كروز يتم توجيهها للانفجار في مواقع استراتيجية في اسرائيل. وقد استنسخت حماس هذا النموذج، وقامت هي ايضا ببناء اسطول من الطائرات غير المأهولة لأغراض التجسس والعمليات الانتحارية في اسرائيل.
يبدو ان تقنية الحرب ضد الطائرات غير المأهولة لا تزال في مراحل التعليم في الجيش الاسرائيلي. ولأن المقصود طائرات بطيئة، صغيرة وتحلق على مستوى منخفض فانه ليس فقط يصعب اكتشافها، وانما هناك صعوبة في اسقاطها بواسطة طائرات حربية او المنظومة المضادة للصواريخ والتي اعدت لاعتراض القذائف والصواريخ، وصواريخ كروز والطائرات الحربية.