تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياسة إبعاد النساء الفلسطينيات عن المسجد الأقصى إلى جانب التضييق على المرابطين قبالة بوابات المسجد وتم منعهم من دخوله بعد اعتقالهم وإخضاعهم للتحقيق.
وأحكمت شرطة الاحتلال قبضتها على العديد من بوابات ساحات الحرم، وأبرزها باب السلسلة، هو أحد أبواب المسجد الأقصى، ويحظى بمكانة تاريخية عالية منذ القدم، ومنذ احتلال القدس والمسجد الأقصى أحكم الأخير من قبضته على هذا الباب وأصبح يتحكم في حركة الخارجين منه والداخلين اليه.
وفي هذه الأيام بات الباب مخرجا دائما للمستوطنين الذين يقتحمون المسجد الأقصى، لكنه في الوقت نفسه بات يستعمل كنقطة يجتمع فيها المبعدون عن المسجد الأقصى بأوامر قسرية من الاحتلال الإسرائيلي فيرابطون على اعتابه دون كلل او ملل ومن هنا تبدأ الحكاية.
ويشكل المبعدون عن المسجد الاقصى جزءاً من باب السلسلة لأنهم يرابطون عنده منذ الساعات الأولى من كل يوم، وغالبيتهم من النساء اللواتي وقعن تحت طائلة الملاحقة الاحتلالية، غير أن ذلك لم زاد من عزيمتهن على الرباط والصمود عند آخر نقطة للمسجد الأقصى.
وأرادت المبعدات عن الأقصى أن يجعلن من وقفتهن عند باب السلسلة قضية تصل إلى الرأي العام المحلي والعالمي في خطوة تهدف إلى التعريف بهن وبما يعانينه من ظلم وبطش على يد الاحتلال، فقمن بوضع لافتة تعرّف حالهن لمن يمرّ من جوارهن فلم يرق للاحتلال ذلك حتى أوعز إلى بلدية الاحتلال في القدس بمصادرة اللافتة وتهديد من يحاول إرجاعها ثانية.
وقالت نهلة صيام وهي مبعدة عن المسجد الأقصى إن الاحتلال يسعى دائما إلى تفريغ المسجد من خلال سياسة الظلم والقهر التي يتبعها بحق المصلين فيه وعلى رأسها سياسات الابعاد التعسفية التي لا يقبها قانون على وجه الأرض.
وأكدت أنها ستواصل رباطها كل يوم حتى انتهاء فترة الإبعاد - ثلاثة أشهر- وتحاول الوصول إلى أقرب نقطة للمسجد الأقصى ولم يمنعها أي شيء من التواجد في الاقصى لأنه عقيدة راسخة في قلبها.
أما إكرام الغزاوي التي شارفت مدة إبعادها على الانتهاء فقالت لـ 'كيوبرس': 'قضيت فترة إبعادي عن الأقصى في الرباط عند باب السلسلة، كنت اقرأ القرآن وأشعر بالغضب الشديد عندما أرى المستوطنين يخرجون بأعداد كبيرة من المسجد الاقصى وأنا أمنع من الدخول، لكني كنت أشعر بالارتياح الشديد بعد أن كنا نتصدى لذلك من خلال التكبيرات والشعارات المناصرة للأقصى التي كنت أطلقها مع المرابطات هناك'.