قامت طائرة تابعة للخطوط الجزائرية بإجلاء 230 شخص من جنسيات مغاربية من العاصمة اليمنية صنعاء وسط أجواء الحرب الأهلية بين القصف السعودي الجوي و العراك الأرضي بين الثوار الحوثيين و الجماعات التابعة للقاعدة وداعش.
و تمكن ثلاثة مواطنين مغاربة من إجلاء اليمن على متن طائرة الخطوط الجزائرية إضافة إلى 40 تونسي و 14 موريتاني و 160 جزائري, و يتكون معظم النازحين الأجانب الراغبين في ترك اليمن من النساء و الأطفال.
و أغضبت هذه الخطوة السعودية على أعلى مستوى إلى حد غلق المجال الجوي السعودي في وجه الطائرات الجزائرية بصفة عامة, إذ رأت السلطات السعودية في هذه العملية تحدياً من الجزائر التي رفضت رفضاً باردا المشاركة في الحلف القاصف لليمن و عبرت عن ذلك خلال الإجتماع الطارئ لجماعة الدول العربية بشرم الشيخ.
و قد خصصت الجزائر طائرة مدنية من نوع A‐330 للقيام بالعملية حيث كان منتظراً أن تقوم برحلة ذهاب‐إياب مباشرة بين الجزائر و صنعاء و أعلمت جميع الدول التي ستعبر مجالها الجوي خلال رحلتها, لكن تفاجئ طاقم الطائرة الجزائرية عند دخوله المجال الجوي السعودي بإتجاه اليمن بطائرات مقاتلة سعودية تطلب منهم الخروج كمجال الجوي السعودي بإتجاه اليمن بطائرات مقاتلة سعودية تطلب منهم الخروج كما أعلمهم المراقبون الأرضيون بنفس الشيء.
فطلب الطاقم الجزائري من السلطات السعودية تغيير وجهة الرحلة نحو دبي مما قوبل أيضا بالرفض حيث تم إعلامهم أن هناك قرار يمنع الطائرات الجزائرية من عبور المجال الجوي السعودي لأي غرض كان.
و قامت الطائرة حينها بالإتجاه نحو القاهرة حيث تم إحتجاز ربابنة الطائرة في فندق لمدة 48 ساعة بإيعاز من السعودية تمكنو بعدها من الرحيل و الإتجاه مباشرة إلى صنعاء عبر البحر الأحمر و العودة.
و منذ رفض الجزائر المشاركة في "عاصفة الحزم" تعرف العلاقات السعودية‐الجزائرية تشنجاً غير مسبوق زادته عملية الإجلاء الأخيرة إحتقاناً حيث لم تخفي السعودية غيضها من إقدام الجزائر على عملية مثل هذه و التي إعتبرتها تحديا لهيمنتها في المنطقة.
هذا و يخلف إغلاق المجال الجوي السعودي مشاكل جمة لرحلات الخطوط الجزائرية على محور دبي‐الجزائر العاصمة حيث تضطر طائراتها إلى المرور عبر المجال الجوي العراقي حيث تنشط داعش مما يشكل زيادة في تكاليف المحروقات. كما أن الرحلة الوحيدة المسموح بها للشركة مع السعودية هي جدة‐الجزائر العاصمة لكن بشرط عدم مبيت الربابنة بالسعودية. كما ألغت الأخيرة هذه الرحلة لمدة 48 ساعة خلال نهاية هذا الأسبوع قبل إعادة فتحها بسبب إحتجاج المسافرين من المعتمرين على إحتجازهم دون تفسير داخل مطار جدة لمدة يومين كاملين.
يذكر أنه يوجد مجموعة من المغاربة العالقين في اليمن و الذين لم يجدو أي مساعدة من الدولة المغربية لمغادرة البلاد, خصوصاً و أن مشاركة المغرب ضمن الحلف الذي يقصف اليمن بقيادة السعودية يشكل خطراً كبيراً على حياتهم, إضافة إلى الوضع الإنساني المأساوي الذي تعيشه البلاد بسبب إنقطاع المواد الغذائية بعد إغلاق الحدود البرية السعودية و محاصرة ميناء عدن, هذا في حين أرسلت دول مثل الهند و باكستان و روسيا طائرات لنقل مواطنيهم العالقين بصنعاء و سمحت روسيا لجميع الجنسيات بالرحيل عبر طائراتها كان من بينهم بعض المغاربة, بينما أرسلت الصين بارجة بحرية عسكرية لإجلاء جميع الصنيين و الأسياوين من البلاد.