خرجت كافة الفصائل الفلسطينية والاحزاب والاشخاص بالتصفيق والتهليل بعد موافقة حماس على اجراء الانتخابات المحلية في غزة , وجاء أعضاء اللجنة ورئيسها من رام الله , واجتمع مع وفود كثيرة من الفصائل وغير الفصائل وبدأوا بإعداد ميثاق شرف توقع عليه كافة القوى الوطنية الاسلامية لكي تمر العملية الانتخابية بسلام وسلاسة.
كل ذلك جميل جداً ولكن هل هؤلاء المصفقين والمنتشين من هذا الحدث الفلسطيني قرأوا القانون الاساسي للانتخابات المحلية , أود هنا ان اتطرق الى بند واحد فقط من القانون وهو نسبة الحسم في الانتخابات حسب القانون الفلسطيني هذه النسبة هي 8% , ماذا يعني ذلك؟
أي تكتل انتخابي أو تنظيمي او فصائلي لا يتعدى في العملية الانتخابية نسبة 8% من المقترعين سوف يتم استبعاده من العملية الانتخابية , بمعنى آخر لو فرضنا جدلاً ان هناك 5 قوائم حصلت على 7% من اصوات الناخبين سوف يتم استبعادها نهائياً وبالتالي ضياع 35% من اصوات الناخبين أدراج الرياح , أي ان الاحزاب الصغيرة سوف يتم استبعادها وذهاب ناخبيها الى الهواء, سأضرب مثلاً عالمياً هنا في تركيا نسبة الحسم في الانتخابات 10% لذلك اخفق عدد كبير من الاحزاب الصغيرة في تجاوز نسبة الحسم هذه وبذلك ذهبت اصوات ناخبيها ادراج الرياح , وقدر مختصون في الانتخابات التركية نسبة ضياع هذه الاصوات ب 46% من اصوات الناخبين . في انتخابات الكنيست , نسبة الحسم كانت 2% فقط وعندما تم رفعها الى 3.25% قامت الدنيا ولم تقعد وعزف عدد من الاحزاب الاسرائيلية من دخول الانتخابات خوفاً من عدم اجتيازهم لنسبة الحسم هذه, اما نسبة الحسم في الانتخابات التشريعية الفلسطينية هي 2% فقط , فلماذا لا تكون نسبة الجسم في الانتخابات المحلية مثلها حتى يكون هناك تنوع في المجالس البلدية من كافة القوى وليس هيمنة بعض القوى الكبيرة , وكأنك يا ابو زيد ما غزيت.