استمرت الاشتباكات الدامية بين مقاتلي اللجان الشعبية، الأربعاء، ومليشيات الحوثي والقوات الموالية لهم في مناطق عدة بمدينة عدن جنوبي اليمن، في حين أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة "أطباء بلا حدود" أن الوضع الإنساني "كارثي" في المدينة.
وهاجم مقاتلو اللجان الشعبية مواقع ميليشيات الحوثي في عدن، وسط استمرار طائرات "تحالف الحزم" في استهداف المسلحين المناهضين للشرعية.
وغداة طرد ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، من منطقتي المعلا والقلوعة بعدن، تجددت الاشتباكات في أحياء أخرى لاسيما في دوار السفينة.
وقالت مصادر في المدينة إن مسلحي اللجان هاجموا الحوثيين في دوار السفينة، واستهدفوا آلياتهم العسكرية في المنطقة الواصلة بين مديرية دار سعد والشيخ عثمان.
وفي محيط مطار عدن، اندلعت مواجهات بين اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، والحوثيين وحلفائهم، مما أسفر عن سقوط جرحى في صفوف الطرفين .
وبالتزامن مع المواجهات، استمرت طائرات "عاصفة الحزم" في قصف "جميع الألوية والقوات التي تدعم أعمال المليشيات الحوثية"، حسب المتحدث باسم التحالف، أحمد عسيري.
وأضاف العميد السعودي، في المؤتمر الصحفي اليومي، أن قوات التحالف دمرت، الثلاثاء، "نحو 11 مستودعًا للذخيرة، التي قامت المليشيات الحوثية بتخزين الذخائر بها".
أزمة إنسانية في عدن
من جانبها، قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء، ماري كلير فغالي، إن "الوضع الإنساني في اليمن صعب جدا، لاسيما أن البلاد تستورد 90% من احتياجاتها الغذائية وأن الطرق البحرية والجوية والأرضية مقطوعة".
وأكدت فغالي أن الحرب تؤثر بشكل كبير على البنى التحتية لاسيما شبكات المياه الشحيحة أصلا في صنعاء.
وأضافت أن "الوضع الإنساني في عدن كارثي في أقل تقدير"، مشيرة إلى أن "الجثث لا تزال ممددة في الشوارع" فيما "يتعرض العاملون في الهلال الأحمر للقنص عند محاولتهم انتشالها".
وبحسب المتحدثة، فإن الحرب في عدن البالغ عدد سكانها نحو 800 ألف نسمة، "أصبحت في كل شارع وكل زاوية وكثيرون لا يستطيعون الهرب، فيما يتفاقم نقص الغذاء والماء والكهرباء".
واعتبرت أن "الوضع الأخطر هو في المجال الصحي إذ نفدت اللوازم الطبية والجراحية كما لا توجد الخبرات المطلوبة للتعامل مع الإصابات".