الشاهد والشهيد، كان حامياً، مدافعاً، منقذاً، شهماً، لم يتوقف عن العطاء والنجدة، إنه مخيم اليرموك، في عام 1982، الحرب الإسرائيلية على لبنان والمقاومة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية، كان أبناء وشباب مخيم اليرموك من بين من سارعوا للالتحاق بصفوف الثورة الفلسطينية لنجدة أهالي مخيمات لبنان في مواجهة الحرب الإسرائيلية. هذا المخيم، مع أنه مخيم فلسطيني، إلاّ أنه يضم لاجئين سوريين نزحوا من الجنوب السوري بعد الحروب الإسرائيلية على سورية، العديد من اللاجئين السوريين وجدوا في هذا المخيم ومحيطه موطناً مؤقتاً لهم إلى حين تحرير بلداتهم، كما أن فقراء دمشق وجدوا في هذا المخيم مكاناً يتسع لهم، في حين أن أسواق المخيم كان المتسوقون من العديد من مناطق العاصمة السورية يلجأون إليها، فالمخيم مركز اقتصادي كبير، منتج ومستهلك، أطراف المخيم باتت مخيمات صغيرة تلتحق به وتتخذ أسماء جديدة، أحياء عديدة نشأت على جنبات هذا المخيم، حي التضامن، حي يلدا، والقدم، باتت ليست مجرد مناطق سكنية، بل أمكنة للأنشطة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، مخيم اليرموك، ما هو إلا مدينة جذبت إليها كل اللاجئين والمضطهدين والمشردين، الذين تحولوا إلى منتجين ومواطنين لا يجمعهم الشقاء واللجوء فحسب، ولكن العطاء والشهامة والنجدة.
هذا المخيم، بات فخاً لكل هؤلاء، بعدما تم اختراق طبيعته لصالح الاندفاع إلى عمق الأزمة السورية، بات محاصراً، ثم محتلاً، تتبادل السيطرة عليه القوى المتحاربة، النظام من ناحية، وجد في سيطرة قوى المعارضة، ثم قوى الارهاب على المخيم، مبرراً لحصاره وقصف مراكز المعارضة، خاصة الارهابية الظلامية التي تبادلت فيما بينها السيطرة على المخيم ومحيطه، بين قوى الارهاب، حاولت من خلال السيطرة على المخيم، تهديد العاصمة دمشق، حيث انه لا يبتعد عن مركز المدينة إلاّ ثمانية كيلومترات فقط، بعض القوى الفلسطينية ذات الأجندات الإقليمية والعربية، ساهمت من خلال تدخلها وممارساتها في إفشال كافة المساعي لتحييد المخيم عن الاقتتال السوري الداخلي، ورهنت المخيم لأجندتها غير الفلسطينية، ورغم تلون مواقفها وسياساتها، إلاّ أن المخيم كان الضحية في كل مرة، ورغم كافة الجهود الصادقة لتحييد المخيم من خلال عدة انشقاقات ومساومات، إلاّ أن هذه القوى، ظلت أسيرة أجندتها الفصائلية الضيقة، ولعبت دوراً مهماً في إفشال كل المساعي والجهود.
جاءت الهجمة الأخيرة، التي أدت إلى سيطرة القوى الظلامية الدموية، داعش والنصرة على المخيم لتزيد من مأساوية الكارثة التي لحقت بالمخيم وسكانه، علماً أن اليرموك مع بداية الاحتراب الداخلي السوري، كان ملجأً للاجئين سوريين هربوا من مناطق القتال بالقرب من العاصمة، مبرر هذه الهجمة، الاحتراب بين مختلف القوى، التي يقال إنها تعارض النظام، على نفوذ أكبر على خاصرة العاصمة السورية الجنوبية، ونتيجة لأعمال انتقامية بين هذه القوى التي من المفترض أنها ذات توجه واحد يهدف إلى إسقاط النظام السوري، وبات المخيم مع أنقاضه وما تبقى من سكانه رهينة هذه العمليات والحسابات الدموية.
يقول البعض، إن لا حل عسكرياً لما يجري في المخيم، ولكن أين هو الحل إذن، هل يمكن تجاهل تجربة الحلول مع قوى الارهاب على كافة المسارات والأصعدة، لقد تبين لكل ذي بصيرة، أن لا حل أو حوار ممكنا مع هذه القوى، فالحلول والحوارات تحتاج إلى طرفين متفقين مبدئياً حول ذلك، وفي ظل الرفض المبدئي والنهائي من قبل قوى الارهاب لأي حل أو حوار، إلاّ بالدم والقتل والتدمير، لا يبقى هناك أي مجال للحديث عن حل سياسي.
هذه القوى التي تبحث عن حل سياسي، لا يمكن الحصول عليه إطلاقاً، تتخلى عن السبيل الوحيد الممكن لإنقاذ المخيم، وهو المواجهة، هناك فصائل فلسطينية عديدة مركزها في سورية، هناك قوى المقاومة الفلسطينية في مخيمات لبنان، لماذا لا تسد هذه القوى دَينها للمخيم، بعدما قام شبابه في عام 1982، بنجدة الفلسطينيين واللبنانيين الذين واجهوا العدوان الإسرائيلي على لبنان؟. إن الإقدام على هذه الخطوة، لا يعتبر تدخلاً بالشأن السوري، بقدر ما هو مسألة فلسطينية في جوهرها، بعد فشل كافة الجهود لتحييد المخيم، هذا المخيم لم يعد بالإمكان تحييده، بالنظر إلى موقف القوى المتطرفة والأجندات المتباينة، فكفى حديثاً عن التحييد طالما أن الأمر غير ممكن على الإطلاق، والبحث عن وسائل أخرى، في مقدمتها المواجهة المسلحة.
الفصائل الفلسطينية، وهي تبحث عن سراب التحييد، وتسجيل نقاط الدعم الشفوي غير المجدي، تتهرب من التزاماتها الواقعية التي لا بديل عنها، وتدير ظهرها للمخيم الذي كان أحد ركائز انطلاقتها وثورتها، وإذا أردتم حلاً مشرفاً لكارثة مخيم اليرموك، فالعنوان واضح ومحدد، ولا جدوى من التهرب من المسؤولية التي نذرتم أنفسكم لها، من خلال الشعارات على الأقل!!
هذا المخيم، بات فخاً لكل هؤلاء، بعدما تم اختراق طبيعته لصالح الاندفاع إلى عمق الأزمة السورية، بات محاصراً، ثم محتلاً، تتبادل السيطرة عليه القوى المتحاربة، النظام من ناحية، وجد في سيطرة قوى المعارضة، ثم قوى الارهاب على المخيم، مبرراً لحصاره وقصف مراكز المعارضة، خاصة الارهابية الظلامية التي تبادلت فيما بينها السيطرة على المخيم ومحيطه، بين قوى الارهاب، حاولت من خلال السيطرة على المخيم، تهديد العاصمة دمشق، حيث انه لا يبتعد عن مركز المدينة إلاّ ثمانية كيلومترات فقط، بعض القوى الفلسطينية ذات الأجندات الإقليمية والعربية، ساهمت من خلال تدخلها وممارساتها في إفشال كافة المساعي لتحييد المخيم عن الاقتتال السوري الداخلي، ورهنت المخيم لأجندتها غير الفلسطينية، ورغم تلون مواقفها وسياساتها، إلاّ أن المخيم كان الضحية في كل مرة، ورغم كافة الجهود الصادقة لتحييد المخيم من خلال عدة انشقاقات ومساومات، إلاّ أن هذه القوى، ظلت أسيرة أجندتها الفصائلية الضيقة، ولعبت دوراً مهماً في إفشال كل المساعي والجهود.
جاءت الهجمة الأخيرة، التي أدت إلى سيطرة القوى الظلامية الدموية، داعش والنصرة على المخيم لتزيد من مأساوية الكارثة التي لحقت بالمخيم وسكانه، علماً أن اليرموك مع بداية الاحتراب الداخلي السوري، كان ملجأً للاجئين سوريين هربوا من مناطق القتال بالقرب من العاصمة، مبرر هذه الهجمة، الاحتراب بين مختلف القوى، التي يقال إنها تعارض النظام، على نفوذ أكبر على خاصرة العاصمة السورية الجنوبية، ونتيجة لأعمال انتقامية بين هذه القوى التي من المفترض أنها ذات توجه واحد يهدف إلى إسقاط النظام السوري، وبات المخيم مع أنقاضه وما تبقى من سكانه رهينة هذه العمليات والحسابات الدموية.
يقول البعض، إن لا حل عسكرياً لما يجري في المخيم، ولكن أين هو الحل إذن، هل يمكن تجاهل تجربة الحلول مع قوى الارهاب على كافة المسارات والأصعدة، لقد تبين لكل ذي بصيرة، أن لا حل أو حوار ممكنا مع هذه القوى، فالحلول والحوارات تحتاج إلى طرفين متفقين مبدئياً حول ذلك، وفي ظل الرفض المبدئي والنهائي من قبل قوى الارهاب لأي حل أو حوار، إلاّ بالدم والقتل والتدمير، لا يبقى هناك أي مجال للحديث عن حل سياسي.
هذه القوى التي تبحث عن حل سياسي، لا يمكن الحصول عليه إطلاقاً، تتخلى عن السبيل الوحيد الممكن لإنقاذ المخيم، وهو المواجهة، هناك فصائل فلسطينية عديدة مركزها في سورية، هناك قوى المقاومة الفلسطينية في مخيمات لبنان، لماذا لا تسد هذه القوى دَينها للمخيم، بعدما قام شبابه في عام 1982، بنجدة الفلسطينيين واللبنانيين الذين واجهوا العدوان الإسرائيلي على لبنان؟. إن الإقدام على هذه الخطوة، لا يعتبر تدخلاً بالشأن السوري، بقدر ما هو مسألة فلسطينية في جوهرها، بعد فشل كافة الجهود لتحييد المخيم، هذا المخيم لم يعد بالإمكان تحييده، بالنظر إلى موقف القوى المتطرفة والأجندات المتباينة، فكفى حديثاً عن التحييد طالما أن الأمر غير ممكن على الإطلاق، والبحث عن وسائل أخرى، في مقدمتها المواجهة المسلحة.
الفصائل الفلسطينية، وهي تبحث عن سراب التحييد، وتسجيل نقاط الدعم الشفوي غير المجدي، تتهرب من التزاماتها الواقعية التي لا بديل عنها، وتدير ظهرها للمخيم الذي كان أحد ركائز انطلاقتها وثورتها، وإذا أردتم حلاً مشرفاً لكارثة مخيم اليرموك، فالعنوان واضح ومحدد، ولا جدوى من التهرب من المسؤولية التي نذرتم أنفسكم لها، من خلال الشعارات على الأقل!!