قررنا مع سبق الإصرار والترصد خفض سقف توقعاتنا وآمالنا .... تراجع حلمنا ... ان نستمر بالبحث عن شماعة نعلق عليها تراجعنا.
قررنا دون ان يرمش لنا جفن ان نستمر بجلد ذاتنا والتقليل من همة الآخرين ... يجب بين سطر وسطر نكتبه أو جملة وجملة ننطقها ان نلعن آخر أو آخرين ونقلل من أهميتهم وأهمية دورهم وكأن وصفة النجاح في الوطن ان تعيق آخر.
قررنا أن نلغي من قاموسنا أدوات الضغط والتأثير لتحقيق شيء افضل في مناحي حياتنا ... وبتنا نشتم ونتندر دون أي خطة للتغير أو التأثير أو التطوير بل استهزاء ونقطة.
المضحك المبكي
اليوم بتنا نرثي حالنا ونتساءل ما الذي جرى لنا وكأن قوة خفية هي التي قادتنا لما نحن فيه، وما زلنا نبحث عمن نلومه ونحمله المسؤولية بعد ان بتنا ننظر حولنا فاكتشفنا مساحة التراجع المخيف الطوعي الذي حققناه لأنفسنا، ومن علامات التراجع قبول ما كان ليس بالإمكان التفكير به، صحيح ان الواقع يتغير سلبيا او إيجابيا وبالتالي هناك عوامل تؤثر ولكن أن نفرط بالأمور سلبيا فتلك مصيبة، بات بالإمكان تبرير كل شيء وأي شيء من خلال اختلاق أعذار ومبررات واهية لا تستوي مع حجم الحلم والطموح.
بإمكانك ان تذهب مفاخرا للمشاركة في لقاء مع أشخاص لا تتقاطع معهم 100% في الرؤى والطرح ظنا منك انهم يمتلكون ميزة تنافسية ورؤية مختلفة وفجأة ترى أن الأمور انقلبت بذات النمط (العشيرة، القبيلة، بغلاف قد يبدو مؤدلجا وحضاريا) وتعود ذات المسألة الحاضرة بقوة في كل المنصات التي تغادرها، الإسهاب في التشخيص وتغييب إنجازات قد تكون تحققت وفي النهاية نعلق في الهواء من الإسهاب ولا نجد من يعيدنا إلى ارض الواقع.
بات طبيعيا تقبل أن يعلن ضابط الاحتلال لشؤون الزراعة انه سمح بإدخال الخراف والعجول إلى سوقنا للتأثير لخفض الأسعار بعد معاناة طويلة من نقص الكميات وارتفاع الأسعار، وبات مقبولا أن ينشر الخبر تحت عنوان "نجاح الجهود لخفض أسعار اللحوم الحمراء في السوق الفلسطينية".
لقد اقلمنا حياتنا أننا لا حول لنا ولا قوة وفعلا ننتظر شيئا نظنه ليس بين أيادينا لأن سقف توقعاتنا انخفض، لأن إرادتنا وحماسنا فتر، وبتنا نقبل بما تيسر، وهذا الأمر ينسحب على عمليات الإذلال الممنهج على معبر الكرامة والى اللقاء بموسم إذلال قادم ليس ببعيد.
حتى خطابنا بات متضاربا فنحن نلعن خدمات الشخصيات المهمة على معبر الكرامة وندعو إلى فتح المعبر على مدار الساعة أسوة ببقية المعابر، ولكننا نوضح أن إلغاء خدمات الشخصيات المهمة لا يجوز أن يمس بإجراءات التنسيق المعهودة والمقبولة على المعبر لمن تنطبق عليهم.
بات مقبولا ان نتحدث عن جزئية هنا وجزئية هناك توضح ان تدخلات تحدث لحل أزمة المياه والحق في المياه ولكننا نذهب بعيدا عن جوهر المشكلة، غياب أي جهد لتنظيم قطاع المياه، وقد نفاخر اننا شكلنا جسما لذلك واقر قانون المياه ولكننا ما زلنا لا نتعاطى مع تنظيم هذا القطاع، ويصبح مقبولا أن يكون الاعتداء على خطوط المياه الرئيسة ليس من قبل المواطنين فرادى بل بات ممأسسا.
تراجع الحلم أهم مظاهرها
يترافق مع حالة التراجع اننا نعمل فقط ليشار إلينا بالبنان دون أي إنجاز، نعد برنامجا إعلاميا ونجهز وننظم لتكريمنا قبل ان يقطف أي كان ثمار وآثار هذا البرنامج الإعلامي، نغدق على فلان بألقاب وأوسمة وتلك المؤسسة والناس لا ترى لها وله أي اثر ...
الأهم ان تبدو معترضا، أن تظهر مختلفا حتى لو دمرت البناء على من فيه، وحتى ثقافة الاعتراض ليست ناضجة لذلك قد اقف هنا بهدف إحباط أي جهد تحت لافتة المعارضة تحت لافتة الانتصار للعائلة التي لم تنصف سابقا لأنني لم استطع تمثيلها فيجب ان احفزها لتبدو معترضة ولن يتوقف هذا الاعتراض "فيسبوكيا" إلا عندما افرض نفسي لتمثيلها.
مطلوب منك أن تلعن كل من يعبد طريق وكل من يؤسس لشبكة كهرباء وخطوط مياه وتتنكر للجدول الزمني وتتنكر لشروط العقد وتتنكر أن هناك مهنية في العمل لتثبت لنفسك انك معترض وانك تمارس حقوق المواطنة لتبدو انك تتوعد آخر.
التراجع الغربي عن تمويل الحرب.. هل يعكس قرب نهايتها؟
05 أكتوبر 2023