أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، توقيف 13 ألفا و160 شخصاً، في تحقيقات تجريها النيابات العامة التركية في كافة الولايات، على خلفية محاولة انقلاب فاشلة شهدتها البلاد، منتصف يوليو/تموز الجاري.
جاء ذلك في خطاب ألقاه، الرئيس التركي، مساء أمس السبت، من المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، شاهده الأتراك المحتشدون في ميادين "صون الديمقراطية" لرفض المحاولة الانقلابية.
وذكر أنَّ من بين الموقوفين والمحبوسين 8 آلاف و838 عسكريا، وألفان و101 قاض ومدعٍ عام، وألف 485 شرطيا، و52 موظفا حكوميا، و689 غيرهم.
واتهم أردوغان، جهاتٍ لم يسمها، بـ"عرقلة تقدم تركيا، كلما سنحت لهم الفرصة لفعل ذلك"، مضيفًا "يحاولون قطع الطريق أمامنا، في كل فرصة تسنح لهم، وعند فشلهم في ذلك، يحركون أذرعهم بيننا ومن حولنا، ولا شك أن عدم القضاء على البلاء المسمى، (منظمة) بي كا كا الإرهابية، أحد هذه الأسباب".
واستطرد قائلا "هذا فضلا عن تنظيم ب ي د (الذارع السوري لمنظمة بي كا كا)، وإفساح له المجال للسيطرة على كامل الأراضي المقابلة لحدودنا الجنوبية (في سوريا)، وكذلك البلاء الآخر المسمى، داعش".
وشدد أردوغان، على أن بلاده عازمة على مواصلة تحقيق أهدافها التي وضعتها ضمن رؤية المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية، وتسعى لتنفيذها بحلول عام 2023، وكذلك ورؤيتها لعامي 2053 و2071
وتابع "تركيا أصبحت من بين الدول الأقوى اقتصاديا في العالم، والآن نحن غير مرتبطين بالخارج في مجال الصناعات الدفاعية، وسنواصل تنفيذنا للمشاريع العملاقة التي خططنا لها، لذلك يحاولون عرقلتنا".
وأشار أن "المحاولة الانقلابية الفاشلة، كان هدفها توجيه ضربة للشعب والحكومة والبرلمان، والجيش أيضا"، لافتا إلى أنّ "تركيا بعد إفشال تلك المحاولة، دخلت مرحلة جديدة، وبلادنا اليوم، أقوى مما كانت عليها مساء 15 تموز/يوليو (يوم المحاولة الانقلابية الفاشلة).
وأوضح أردوغان، أنه يتعين على الحكومة "اجتثاث منظمة الكيان الموازي الإرهابية، من تركيا، وأتباعها من مؤسسات الدولة"، مؤكدا "إغلاق الدولة بعد المحاولة الانقلابية، لـ 934 مدرسة و109 سكن للطلاب، و15 جامعة، و104 أوقاف و35 مؤسسة صحية، وألف و125 جمعية، و19 نقابة، تعود للمنظمة، ووضعت الدولة يدها عليها".
وفي نهاية خطابه، توجه أردوغان بالشكر لكافة أطياف الشعب التركي، لمشاركتهم في التصدي للمحاولة الانقلابية الفاشلة، داعيا إياهم لمواصلة مظاهرات "صون الديمقراطية".
يشار إلى أن العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول شهدتا، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.