انتخاب محسن مرزوق أميناً لحركة "مشروع تونس"

8
حجم الخط

أنتخب اليوم الاثنين،بالعاصمة التونسية محسن مرزوق أميناً عاماً لحركة " مشروع تونس "، وذلك في اليوم الثالث من المؤتمر التأسيسي للحركة، بحضور 6 آلاف من أنصار ومؤتمرين.

ويعد محسن مرزوق، من بين الوجوه الجديدة في الحياة السياسية، فهو قادم من جيل الحركة الطلابية، في فترة ثمانينيات القرن الماضي، وهو الوحيد من جيله الذي قدر له أن ينفتح على عوالم ثقافية واستراتيجية، بحكم حياته في المهجر وتعاطيه مع العمل الأهلي وأيضا البحثي والدراسي، وهو ما جعله يتعاطى بقراءة نقدية مع إرث المرحلة الطلابية، دون قطيعة مع ثوابت ومرتكزات الثقافة السياسية الحداثية ممثلة في تياراتها الرئيسية، ونعني هنا التيار الوطني/الحداثي – البورقيبي - والتيار اليساري القريب أكثر من "اليسار الثقافي".

بعد الثورة، وفي مرحلة أولي ومن خلال التركيز على الحضور في المنابر الإعلامية، عرف الرجل كيف يستفيد من ظاهرة الإقبال على "الفرجة السياسية" على الشأن العام، التي تعد جديدة على التونسيين، الذين عاشوا طيلة أكثر من عشريتين تصحر في "الاعلام السياسي"، خاصة التلفزيوني الذي كانت تهيمن عليه السلطة، من قصر قرطاج بالذات. وقد مثلت هذه "المشهدية التلفزية" فرصة ليتمكن الرجل من تسويق نفسه، كفاعل مهتم بالشأن العام. لينتقل بعدها بسرعة فائقة من النشاط في المجتمع المدني وفي الحقل الإعلامي، إلى العمل السياسي والحزبي، سواء في موقع أهم مستشار للرئيس السبسي، أو لاحقا كأمين عام للحزب الحاكم، حزب "حركة نداء تونس"، قبل أن يستقيل من هذه "المهمة"، معلنا أنه ينوي "الانتصاب لحسابه الخاص"، ليختار بعث حزب جديد، ينازع "نداء تونس " في "مشروعه" وفي "شرعيته"، هذا الحزب الذي يراه قد "زاغ" عن مساره التنظيمي والسياسي وعن حلم البدايات.